الرياض: تستعد المملكة العربية السعودية لزيادة رحلات عيد الفطر، مدعومة بملايين المعتمرين والمصلين طوال شهر رمضان المبارك.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الارتفاع إلى زيادة كبيرة في عدد المسافرين القادمين والمغادرين من مطارات العمرة الرئيسية.
وشهد السفر الجوي بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وحدهما نمواً ملحوظاً، مما أدى إلى زيادة الطلب من قبل الأشخاص الراغبين في أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك. وعادة ما يصل الطلب إلى ذروته خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الكريم.
وبحسب أرقام الهيئة العامة للطيران المدني بدولة الإمارات العربية المتحدة، ارتفعت رحلات الطيران بين الإمارات والسعودية بنسبة 13.3 بالمئة في مارس/آذار إلى نحو 383 رحلة أسبوعية مقارنة بنحو 338 رحلة أسبوعية في فبراير/شباط، تزامناً مع بداية شهر رمضان.
وتتوقع شركة إدارة الطيران السعودية مطرات القابضة أن يصل إجمالي الركاب إلى 6.6 مليون هذا العام، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالعام السابق.
وقال خالد الهمص، نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مطرات، لصحيفة عرب نيوز: “رحلات العمرة المستأجرة تصل إلى 500 ألف مسافر والباقي مجدولة. يسافر 4.7 مليون مسافر إلى وجهات دولية والباقي مسافرون محليون.
يأتي ذلك فيما شهدت المملكة وصول أعداد كبيرة من السياح العام الماضي. وبحسب البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني السعودية في مايو 2023، فإن عدد المسافرين من وإلى مطاراتها خلال شهر رمضان وعيد الفطر منذ بداية الشهر الفضيل حتى التاسع من شوال تجاوز 11.5 مليون مسافر.
ويشكل نجاح استضافة العام الماضي سابقة لاحتفالات عيد الفطر هذا العام، مشيراً إلى أن المملكة مستعدة لتسهيل السفر واستيعاب ضيوف الرحمن خلال موسم الأعياد هذا.
ومن المتوقع أن يكون التأثير على السفر خلال عيد الفطر هذا العام كبيراً، حيث تشير الأرقام السابقة إلى أن الطلب على السفر سيكون مرتفعاً للغاية خلال الموسم.
وقال مزمل أحسين، الرئيس التنفيذي لشركة المظفر، لصحيفة عرب نيوز: “إن عطلة العيد هي تقليديًا ذروة موسم السفر للمسافرين المحليين والأجانب من المملكة العربية السعودية”.
وأضاف: «شهدنا هذا العام أيضًا ارتفاعًا أوليًا في الحجوزات لموسم سفر العيد. وبما أن الكثيرين يفضلون وضع اللمسات الأخيرة على خطط سفرهم مع اقتراب موعد العطلات، فإننا نتوقع أن يكون الطلب على الرحلات الجوية والإقامات الفندقية أعلى من ذلك بكثير.
وأوضح أحسين أن العديد من السكان يفضلون الرحلات الجوية الأقصر ويختارون التوقفات. يتيح لك هذا الاختيار قضاء وقت ممتع مع العائلة أثناء استكشاف الوجهات السياحية الشهيرة في البلاد.
وقال: “تعتبر الرحلات إلى العلا والأحساء جذابة بشكل خاص للمسافرين المحليين، في حين تجذب الوجهات الرئيسية مثل الرياض والدمام وجدة المسافرين”.
بالنسبة للسفر الدولي، أشار الرئيس التنفيذي إلى أن الوجهات بما في ذلك دبي والقاهرة والعواصم الأوروبية باريس ولندن لا تزال “المفضلة على الإطلاق” بين المسافرين من المملكة العربية السعودية.
وأضاف: “نشهد هذا العام المزيد من الطلب على السفر إلى وجهات في الشرق الأقصى مثل تركيا وتايلاند وكوريا واليابان”.
بناء القدرات
ونظرًا لارتفاع الطلب خلال فترة عيد الفطر، تتكيف شركات الطيران بشكل استراتيجي لاستيعاب الزيادة في عدد الركاب محليًا ودوليًا.
ويتضمن ذلك زيادة كبيرة في سعة المقاعد وعرض النطاق الترددي للرحلة، مما يضمن تجربة سفر سلسة لجميع الركاب.
على سبيل المثال، قامت الخطوط الجوية السعودية بزيادة أعداد مقاعدها المحلية والدولية بشكل كبير خلال العيد هذا العام مقارنة بموسم العام السابق.
وبحسب الناقل الوطني للمملكة، ارتفع تخصيص مقاعد القطاع الدولي بنسبة 36 في المائة إلى أكثر من 246 ألف مقعد على 602 رحلة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 44 في المائة مقارنة بالعيد 2023.
بالإضافة إلى ذلك، شهد القطاع المحلي ارتفاعًا في سعة المقاعد، حيث زاد بنسبة 21 بالمائة ليصل إجماليها إلى أكثر من 270 ألف مقعد. وبهذا تم تشغيل 1300 رحلة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 21 بالمائة مقارنة بموسم العيد من العام السابق.
“تلتزم السعودية بتقديم برنامج مرن للعمليات على مدار العام وخلال مواسم الذروة. وقال سليمان اليعقوبي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة السعودية: “مع نهاية شهر رمضان وبداية عيد الفطر، نشهد ارتفاعًا في الطلب على السفر ونحن على استعداد لتقديم رحلات إضافية وزيادة سعة المقاعد لتلبية الطلب المتزايد”. حسبما أوردت صحيفة عرب نيوز.
وأضاف: “كما نسعى دائمًا لتقديم أفضل تجربة لضيوفنا، فإننا نشارك دائمًا روح العيد مع ضيوف صالات السعودية والفرسان من خلال بث تكبيرات العيد وتكبيرات العيد”.
وتستفيد المملكة العربية السعودية أيضًا من هذه الفرصة من خلال تقديم صفقة ترويجية تقدم خصمًا بنسبة 25 بالمائة للسفر بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى ومصر في درجة الضيافة.
فترة الحجز لهذا العرض من 7 أبريل إلى 30 أبريل 2024 وفترة السفر من 9 أبريل إلى 30 سبتمبر 2024.
وشدد الرئيس التنفيذي لشركة المسافر على أن دبي تبرز باعتبارها “الوجهة المفضلة” نظرًا لقربها من المملكة العربية السعودية وتمتع حاملي جوازات السفر السعودية بالإعفاء من التأشيرة.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، زادت فلاي دبي رحلاتها إلى المملكة بنسبة 40 في المائة من 93 رحلة أسبوعية في فبراير إلى 130 رحلة في مارس، في حين زادت الاتحاد للطيران رحلاتها بأكثر من 22.2 في المائة من 63 رحلة في فبراير. 77 رحلة جوية في مارس
وفي الوقت نفسه، قامت طيران الإمارات بتشغيل حوالي 67 رحلة أسبوعية إلى المملكة في مارس تغطي الدمام وجدة والمدينة المنورة والرياض، في حين قامت شركة Wizz Air أبوظبي بتشغيل حوالي 21 رحلة أسبوعية بما في ذلك الدمام والمدينة المنورة.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات الهيئة العامة للطيران المدني إلى أن الرحلات التي تسيرها العربية للطيران بلغت حوالي 88 رحلة أسبوعياً.
وخلال موسم رمضان والعمرة، في الفترة من 11 مارس إلى 7 أبريل، نجحت الاتحاد للطيران في نقل حوالي 45 ألف مسافر إلى وجهاتها في المملكة العربية السعودية. وكان غالبية المسافرين الذين زاروا المملكة خلال هذه الفترة من الإمارات العربية المتحدة والهند وباكستان وإندونيسيا.
اضطراب في الطائرات
إن التأثير على السفر خلال عيد الفطر كبير، مما يؤكد للمسافرين قدرة المملكة العربية السعودية المؤكدة على إدارة الحشود وضمان حسن سير المناسبات الدينية.
كما يوفر توزيع الركاب في مطارات العمرة الرئيسية نظرة ثاقبة للبنية التحتية للنقل والاتصال في البلاد.
يبرز مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة باعتباره البوابة الرئيسية للمسافرين لأداء العمرة، حيث يستوعب 81 بالمائة من الركاب المتوقعين.
وقالت الهمس: “على الرغم من أن مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة هو الأكثر حركة مرورية، إلا أن مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة يحذو حذوه، حيث يتعامل مع 16 بالمائة من إجمالي حركة المرور”.
وأضاف: “مطار الطائف الدولي ومطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز الدولي بينبع بمثابة نقاط دخول إضافية”.
كما حدد الهماش العدد المتوقع للرحلات الجوية المؤجرة والمجدولة خلال الموسم، من الأول من رمضان إلى السادس من شوال أو بعد عيد الفطر، لزيارة مطارات العمرة الرئيسية.
وأضاف أن “العدد الإجمالي المتوقع للرحلات تجاوز 37 ألف رحلة، وهو ما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 19 بالمئة عن العام السابق”.
وبشكل عام، لعبت إجازة العمرة وعيد الفطر دورًا رئيسيًا في إنعاش قطاع الضيافة، مما يشير إلى العودة إلى الأداء القوي المسجل في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.