قال باحثون إن جدارًا من العصر الحجري تم اكتشافه تحت الأمواج قبالة ساحل بحر البلطيق في ألمانيا قد يكون أقدم بناء ضخم بناه الإنسان في أوروبا.
تم اكتشاف جدار قاع البحر الذي يبلغ طوله حوالي كيلومتر واحد في خليج مكلنبورج بالصدفة عندما قام العلماء بتشغيل نظام السونار متعدد الحزم من سفينة أبحاث في رحلة استكشافية طلابية على بعد 10 كيلومترات (ستة أميال) قبالة الشاطئ.
وكشف الفحص الدقيق للهيكل، الذي أطلق عليه اسم Blinkerwall، عن حوالي 1400 حجر صغير يبدو أنه تم وضعها لربط ما يقرب من 300 صخرة أكبر، وكان الكثير منها ثقيلًا جدًا بحيث لا تستطيع مجموعات من الرجال تحريكها.
ويوصف الجدار المغمور بأنه “اكتشاف مثير”، حيث يغطيه 21 مترًا من المياه، لكن الباحثين يعتقدون أنه تم بناؤه من قبل الصيادين وجامعي الثمار على أرض بجوار بحيرة أو مستنقع قبل 10000 عام.
وعلى الرغم من صعوبة إثبات الغرض من الجدار، إلا أن العلماء يشتبهون في أنه كان بمثابة طريق قيادة للصيادين بحثًا عن قطعان الرنة.
وقال جاكوب كيرسن من معهد ليبنيز لأبحاث بحر البلطيق في فارنيموند، وهي مدينة ساحلية ألمانية على ساحل بحر البلطيق: “عندما تطارد الحيوانات، فإنها تتبع هذه الهياكل، ولا تحاول القفز فوقها”.
وأضاف أن “الفكرة ستكون إقامة حاجز اصطناعي على طول الجدار الثاني أو على شاطئ البحيرة”.
وكتب الباحثون أن الجدار الثاني الذي يمتد على طول بلينكيروال قد يكون مدفونًا في رواسب قاع البحر وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وبدلاً من ذلك، ربما دفع الجدار الحيوانات إلى بحيرة قريبة، مما أدى إلى إبطائها وجعل حملها أسهل للرجال المنتظرين في قوارب مسلحة بالرماح أو الأقواس والسهام.
استنادًا إلى حجم وشكل الجدار الذي يبلغ طوله 971 مترًا، يعتقد كيرسون وزملاؤه أنه من غير المرجح أن يكون قد تشكل من خلال عمليات طبيعية، مثل تسونامي كبير يحرك الصخور أو ترك الحجارة خلفها نهر جليدي متحرك.
زاوية الجدار، التي غالبًا ما تكون أقل من متر واحد، تتغير اتجاهها عندما تلتقي بالصخور الأكبر حجمًا، مما يشير إلى أنه تم وضع أكوام من الحجارة الصغيرة عمدًا لربطها. في المجمل، يُعتقد أن حجارة الجدار تزن أكثر من 142 طنًا.
إذا كان الجدار مسارًا قديمًا للصيد، فمن الممكن أن يكون قد تم بناؤه قبل 10000 عام وغمره ارتفاع منسوب مياه البحر منذ حوالي 8500 عام.
وقال الباحثون: “هذا يضع بلينكيروال بين أقدم الأمثلة على الهندسة المعمارية لمجتمع الصيد والجمع في العالم، وسيجعله أقدم بناء ضخم من صنع الإنسان في أوروبا”.
يهتم كيرسون الآن بإعادة بناء المناظر الطبيعية القديمة والبحث عن عظام الحيوانات والتحف البشرية، مثل المقذوفات المستخدمة في الصيد، والتي ربما تكون مدفونة في الرواسب المحيطة بالجدار.