مشروع “الفنار” العربي الرائد للذكاء الاصطناعي الذي تم الكشف عنه في منتدى قطر الاقتصادي 2024 يؤكد التزام الدوحة بالابتكار الرقمي والحفاظ على اللغات
باعتباري خبيرًا محليًا في مجال التسويق والاتصالات من قطر، أنا فخور بالتشديد على الدور الرئيسي الذي تلعبه وسائل الإعلام في بلدنا في دفع نجاح المؤتمرات الاقتصادية الرئيسية مثل منتدى قطر الاقتصادي المرموق.
وبعد اختتام منتدى قطر الاقتصادي، من المهم التأكيد على كيفية تسليط القادة القطريين الضوء على المساهمة الرئيسية للقطاع في صنع السياسات، وتعزيز الحوار البناء وتوجيه الحوار الاقتصادي حول عدد لا يحصى من القضايا والتطورات الملحة.
أصبحت المشاركة المباشرة مع القادة وصناع القرار المؤثرين ضرورية بشكل متزايد في تشكيل وجهات نظر دقيقة وفهم متعمق للقضايا الحاسمة.
لقد مكننا التعاون الاستراتيجي مع بلومبرج من الاستفادة من ثروة من الخبرة الإعلامية مع توسيع نطاق وصولنا العالمي. وقد عززت هذه الشراكة مكانة قطر كمركز إعلامي رئيسي في المنطقة، لتكون بمثابة حلقة وصل حيوية للتعاون العالمي وتبادل المعرفة.
خلال منتدى قطر الاقتصادي 2024، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء القطري، بكل فخر عن إطلاق مشروع “الفنار” للذكاء الاصطناعي باللغة العربية. وتؤكد هذه المبادرة الحكيمة التركيز الاستراتيجي لدولة قطر على التقدم والابتكار الرقمي، مما يضع الدولة كدولة رائدة في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي.
ويهدف مشروع “الفنار” للذكاء الاصطناعي العربي، الذي تم الكشف عنه في المنتدى الاقتصادي القطري، إلى معالجة البيانات العربية عالية الجودة لتحسين النماذج اللغوية والحفاظ على الهوية العربية الغنية. ولا تمثل هذه المبادرة الطموحة التزام قطر الثابت بالتحول الرقمي فحسب، بل تؤكد أيضًا على استثمار الدولة الكبير البالغ 9 مليارات ريال قطري (حوالي 2.4 مليار دولار) في هذا الجهد التحويلي. علاوة على ذلك، يؤكد المشروع على الأهمية الحاسمة لـ “دبلوماسية البيانات” في ضمان الوصول العادل إلى التكنولوجيا.
وبينما نتطلع إلى الفصل التالي من رحلة قطر الاقتصادية، من المهم التأكيد على الدور الهام للقطاعات الرئيسية مثل العقارات والتكنولوجيا والسياحة. وتستعد هذه القطاعات لدفع النمو والابتكار بشكل كبير، وتشكيل المشهد المستقبلي للاقتصاد القطري.
لا يزال القطاع العقاري، بتطوراته ومشاريعه المستمرة، يشكل حجر الزاوية في النمو الاقتصادي في قطر. ولا تساهم الاستثمارات في البنية التحتية والعقارات التجارية والسكنية في الازدهار الاقتصادي للبلاد فحسب، بل تعزز أيضًا مكانتها العالمية كمركز للأعمال والاستثمار.
كما أن التقدم السريع في التكنولوجيا يعيد تشكيل الصناعات ويسبب التحول الرقمي في مختلف القطاعات. إن تركيز قطر على تعزيز الابتكار وتبني التقنيات المتطورة جعلها رائدة في الاقتصاد الرقمي، مما يمهد الطريق للنمو المستدام والقدرة التنافسية على الساحة العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، يحمل قطاع السياحة إمكانات هائلة لقطر بفضل تراثها الثقافي الغني وعروض الضيافة ذات المستوى العالمي ومعالم الجذب الشهيرة. ومن خلال مواصلة تطوير بنيتها التحتية السياحية وتعزيز التجارب الفريدة، تستطيع قطر جذب مجموعة متنوعة من الزوار ووضع نفسها كوجهة رئيسية للمسافرين بغرض الترفيه والأعمال على حد سواء.
ومع انتقالنا إلى مشهد اقتصادي متطور، سيكون للقطاع العقاري والتقدم التكنولوجي وقطاع السياحة المتنامي دور فعال في تشكيل ازدهار قطر المستقبلي وضمان التنمية المستدامة للأجيال القادمة. ومن خلال تسخير الإمكانات الجماعية لهذه القطاعات، تتمتع قطر بوضع جيد لرسم طريق لمواصلة النجاح والازدهار على الساحة العالمية.
هذا المقال عبارة عن مقال رأي بقلم مريم الجاسم ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر الدوحة نيوز أو هيئة تحريرها أو طاقمها.
مريم الجاسم هي خبيرة تسويق مكرسة للارتقاء بصناعة التسويق والاتصالات إلى آفاق جديدة مع الحفاظ على التراث الثقافي والفخر الاجتماعي الذي يلهم قطر والاحتفال به.