الرياض: يمزج الفنان السعودي أحمد السليماني بين الخط العربي والتقنيات المستوحاة من الكتابة على الجدران لإعادة تحديد حدود أشكال الفن التقليدي.
بدأت رحلة الفنان المقيم في الرياض إلى عالم الخط خلال فصل الخط العربي في المدرسة، حيث اكتشف شغفه بالفن المعقد.
مستلهمًا القوة التعبيرية للكلمة المكتوبة، بدأ السليماني في مزج هذا الشكل الفني القديم مع الكتابة على الجدران الجريئة والديناميكية.
وقال السليماني لصحيفة عرب نيوز: “الخط هو مزيج من الكتابة العربية وفن الكتابة على الجدران”. “في حين أن الكتابة على الجدران تستخدم بشكل عام اللغة الإنجليزية والأبجدية، فإن الخط يجمع بين الحروف العربية وتقنيات الكتابة على الجدران. أقوم بإنشاء حروف عربية باستخدام أساليب وأساليب مستوحاة من الكتابة على الجدران.
لم يجذب هذا النهج انتباه محبي الفن فحسب، بل فتح أيضًا الأبواب أمام فرص كبيرة، بما في ذلك التعاون الجداري مع بلدية جدة والذي يمثل أول دخول له في الفن العام واسع النطاق.
وقال: “لقد أتاح لي هذا المشروع عرض مهاراتي في دمج الحروف العربية في الجداريات واسعة النطاق”. “لقد لفت هذا انتباه الكثيرين وألهمني لمواصلة استكشاف استخدام الخط العربي في الفن العام.”
عاليضوء
تتضمن مشاريع أحمد السليماني تعاونًا جداريًا مع بلدية جدة، مما يمثل أول دخول له في الفن العام واسع النطاق.
وبعد هذا المشروع، اختارت الوزارة السليماني لتصميم وإنتاج جداريات واسعة النطاق في 10 مدن في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك الجسور والأبراج والأماكن العامة.
لكن ذروة إنجازاته جاءت عندما أتيحت له الفرصة لتصميم الهوية العربية لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر. تم تكليف السليماني ببناء هياكل شاهقة تتضمن عبارات قرآنية، لجلب جمال اللغة العربية إلى المسرح العالمي.
وأضاف أن “المآذن التي يصل ارتفاع بعضها إلى 40 مترا تحتوي على عبارات قرآنية تؤكد على تنوع التجربة الإنسانية”.
وإلى جانب أعماله الجدارية، شارك السليماني أيضًا خبرته مع الجماهير الدولية. وقام بتيسير ورش عمل لتدريس الخط العربي لطلاب جامعة هارفارد الزائرين في المملكة العربية السعودية، وتقديم هذا الشكل الفني لغير الناطقين باللغة العربية.
وأشار إلى أنه “أهدف إلى جلب هذا الشكل الفني الفريد إلى الواجهة وإبراز ثراء اللغة العربية وتنوعها”.
وهو يعمل على تقديم خط عربي خاص به “يجمع بين عناصر من أنماط الخط المختلفة” ويعكس “هوية سعودية فريدة”.
أهدف إلى إبراز هذا الشكل الفني الفريد من نوعه وإبراز ثراء اللغة العربية وتنوعها.
أحمد السليمانيفنان سعودي
وقال الفنان: “هذا المشروع هو انعكاس لرغبتي في إنشاء خط يمثل الثقافة السعودية بشكل فريد. سيتم إصدار الخط بنهاية هذا العام وسيتم استخدامه رقميًا أيضًا.
وأشار السليماني إلى أن عمله كان أكثر من مجرد مسعى فني. إنها وسيلة لمشاركة جمال وعمق الثقافة الإسلامية مع العالم. خطه مليء بالآيات القرآنية والموضوعات الإسلامية، مما يشجع المشاهدين على استكشاف المعنى الكامن وراء الكلمات.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، بما في ذلك إحجام الفنانين المعروفين عن توجيه المبتدئين والمفاهيم الخاطئة حول شرعية نهجه، إلا أن السليماني لا يزال دون رادع. ويجد طرقًا مبتكرة للتغلب على هذه العقبات، بما في ذلك اختراع أدواته وتقنياته الخاصة.
بتفاني لا يتزعزع وشعور بالابتكار، يسلط الفنان السعودي الضوء الساطع على التراث الثقافي الغني للمملكة ويترك بصمة ذات معنى في عالم الفن المعاصر.