Home أهم الأخبار بلغت التحويلات الخارجية من السعودية 3.2 مليار دولار في يونيو

بلغت التحويلات الخارجية من السعودية 3.2 مليار دولار في يونيو

0
بلغت التحويلات الخارجية من السعودية 3.2 مليار دولار في يونيو

الرياض: وصلت التحويلات المالية من المملكة العربية السعودية إلى 3.2 مليار دولار في يونيو، مما يعكس زيادة بنسبة 11.32 في المائة على أساس سنوي، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي السعودي.

ويؤكد هذا الرقم الدور المهم الذي تلعبه المملكة في التحويلات المالية العالمية، وهو شهادة على الديناميكيات الاقتصادية التي تؤثر على المنطقة.

وتشير نشرة مؤسسة النقد العربي السعودي الأخيرة إلى انخفاض تحويلات مواطني المملكة في الخارج بنسبة 1 في المائة سنويًا إلى إجمالي 5.12 مليار ريال. جاء ذلك بعد الذروة التي بلغها في شهر مايو، والتي كانت أعلى قيمة تم تسجيلها منذ أكثر من عام ونصف.

لطالما كانت المملكة العربية السعودية نقطة جذب للوافدين الباحثين عن فرص عمل مربحة. وبفضل نموها الاقتصادي القوي ومستويات الرواتب المرتفعة، توفر المملكة وجهة جذابة للمهنيين من جميع أنحاء العالم.

يتجاوز متوسط ​​الراتب التنفيذي في المملكة العربية السعودية 100 ألف دولار سنويًا، وهو ليس أعلى مستوى في الشرق الأوسط فحسب، بل يضع أيضًا المعيار العالمي. ويشكل هذا التعويض التنافسي نقطة جذب كبيرة للمغتربين، حيث يساهم في تحويلات كبيرة للمملكة.

ويمكن أن يعزى النمو في التحويلات المالية إلى عدة عوامل مترابطة. أدى تعافي سوق العمل في أعقاب جائحة كوفيد-19 إلى زيادة فرص العمل، مما أدى إلى ارتفاع دخل الوافدين. بالإضافة إلى ذلك، فإن استراتيجيات الحكومة السعودية لجذب العمال الأجانب والاحتفاظ بهم، بما في ذلك سياسات وحوافز التوظيف المواتية، أدت إلى تعزيز القوى العاملة الأجنبية.

ويلعب التقدم التكنولوجي أيضًا دورًا مهمًا في تسهيل هذا النمو. جعلت الابتكارات في مجال التكنولوجيا المالية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول إرسال الأموال إلى الخارج أسرع وأكثر أمانًا وأرخص. ومع ظهور أنظمة الدفع الرقمية وتطبيقات الهاتف المحمول، يمكن للأجانب الآن تحويل الأموال بسهولة، مما يساهم في زيادة التحويلات.

ويوفر الهيكل الديموغرافي للمملكة العربية السعودية سياقاً إضافياً لهذه الزيادة في التحويلات المالية. ويمثل غير السعوديين ما نسبته 41.6% من سكان المملكة، أي ما يقارب 13.4 مليون فرد. يضم مجتمع المغتربين المتنوع أعدادًا كبيرة من دول مثل بنغلاديش والهند وباكستان واليمن ومصر. وتشمل البلدان الأخرى المساهمة بالمغتربين السودان والفلبين وسوريا ونيبال والأردن.

ويعكس معدل الهجرة الصافي المرتفع، الذي يبلغ متوسطه 79 فردًا يوميًا، الجاذبية الاقتصادية القوية للمملكة ودورها كمركز للعمال الدوليين.

تلعب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة دوراً مهماً في المشهد العالمي للتحويلات المالية. وبحلول عام 2022، بلغ إجمالي التحويلات المالية من هذين البلدين 79 مليار دولار. وحصلت المملكة العربية السعودية وحدها على 39.3 مليار دولار، مما يسلط الضوء على تأثيرها الكبير على اقتصادات الدول المرسلة للتحويلات. على سبيل المثال، تستفيد باكستان وبنغلاديش، وهما من الدول المتلقية الرئيسية للتحويلات السعودية، بشكل كبير من هذه التدفقات المالية التي تدعم الأسر وتدفع النمو الاقتصادي.

وفي باكستان، تعد المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للتحويلات المالية. وفي الفترة من يوليو 2022 إلى مارس 2023، ساهمت المملكة بنسبة 50 بالمائة من إجمالي التحويلات إلى البلاد. ويعد هذا استمرارًا لاتجاه طويل الأمد، حيث كانت المملكة العربية السعودية تاريخيًا وجهة رئيسية للعمال الباكستانيين. بحلول عام 2023، تم توظيف ما يقرب من 427 ألف عامل في المملكة العربية السعودية، مما يعكس الدور الحالي للمملكة كمركز توظيف رئيسي للوافدين من الدولة الواقعة في جنوب آسيا.

وبالمثل، تعد بنجلاديش مستفيدًا كبيرًا من التحويلات المالية من المملكة العربية السعودية. تساهم المساعدة المالية المقدمة من المغتربين البنغلاديشيين في تحسين مستويات المعيشة والاستقرار الاقتصادي في وطنهم. وتستخدم الأسر المتلقية للتحويلات المالية في بنغلاديش هذه الأموال لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والصحة، والاستثمار في الأراضي وتقنيات الزراعة الحديثة، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي.

وعلى الصعيد العالمي، أظهرت سوق التحويلات مرونة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي. وخلال الجائحة، ظلت التحويلات مستقرة نسبيا، على الرغم من المخاوف الأولية من انهيارها. ولم تشهد الهند، أكبر مزود للتحويلات المالية في العالم، سوى انخفاض طفيف خلال الجائحة وانتعشت في السنوات اللاحقة.

وكان من المتوقع أن تشهد البلاد انخفاضا كبيرا بنسبة 23 في المائة بسبب التباطؤ الاقتصادي وانخفاض أسعار النفط في البلدان المضيفة. ومع ذلك، فقد تحدت هذه التوقعات، واحتفظت بمكانتها كأكبر متلقي للتحويلات العالمية بنسبة 12%، مع انخفاض بنسبة 0.2% في عام 2020 ونمو بنسبة 8% في عام 2021.

وتسلط مرونة التحويلات الضوء على دورها المهم في دعم الاقتصادات والأسر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

إن الاتجاه العالمي الأوسع نحو التحويلات الرقمية والمتنقلة كبير. وفقًا لدراسة أجرتها IBS Intelligence في فبراير 2024، بلغت قيمة سوق التحويلات الرقمية العالمية عبر الحدود 148 مليار دولار في بداية العام. ومن المتوقع أن ينمو هذا السوق بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.58% ليصل إلى حوالي 340 مليار دولار بحلول عام 2030. ويعود هذا النمو إلى زيادة استخدام الهاتف المحمول والتسوق عبر الإنترنت والطلب على خدمات تحويل الأموال السريعة والآمنة والمريحة.

باختصار، تسلط الزيادة في تحويلات المغتربين من المملكة العربية السعودية الضوء على الدور المهم الذي تلعبه المملكة في مشهد التحويلات العالمية. ويساهم مزيج من الرواتب المرتفعة وظروف العمل المواتية والتقدم التكنولوجي وعدد كبير من المغتربين في تدفق قوي للأموال إلى البلدان في جميع أنحاء العالم. ولا يعكس هذا الاتجاه الديناميكيات الاقتصادية في المنطقة فحسب، بل يؤكد أيضًا على الدعم المهم الذي يقدمه المغتربون لأسرهم ولاقتصادات بلدانهم الأصلية.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here