تداعيات ارتفاع أسعار الذهب في المنطقة العربية
ومن المتوقع أن تؤثر التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن التطورات الأخيرة على الدول العربية على مختلف المستويات. على سبيل المثال، قيمة الذهب الذي يحتفظ به مصرف لبنان المركزي زيادة من 13.9 مليار دولار في عام 2019 إلى أكثر من 20 مليار دولار في نهاية مارس 2024، لم تكن هناك عمليات استحواذ جديدة على الذهب خلال هذه الفترة.
ومع ارتفاع أسعار الذهب العالمية، شهد البنك المركزي اللبناني ارتفاعًا في قيمة احتياطياته من الذهب، مما أدى إلى زيادة هذه المخزونات بنسبة 44%. ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الارتفاع إلى تحسين الرافعة المالية للبنك، مما يوفر راحة مرحب بها وسط الأزمة المصرفية المستمرة.
ومع ذلك، من المهم الاعتراف بأن البنك غير قادر حاليًا على الاستفادة من هذا الارتفاع في قيمة الذهب. قانون موافقة البرلمان إلزامية لاستخدام الذهب.
من ناحية أخرى، ينتج السودان، الذي يشتهر بأنه ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا، حوالي 100 طن من الذهب سنويا بفضل المناجم الواقعة على طول السواحل الشمالية والشرقية، ويساهم بـ 30 طنا فقط في خزينة الدولة. أما باقي الناتج فتقوم بإفرازه ميليشيات مسلحة محلية وصينية وروسية و اماراتي شركات.
ونتيجة لذلك، هناك مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الذهب العالمية إلى زيادة أنشطة التهريب، مما يؤدي إلى زيادة الدخل غير المشروع لوحدات مثل قوات الدعم السريع. كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الذهب إلى تدخل أجنبي وإقليمي في الصراع الأهلي السوداني، مدفوعا بالرغبة في الاستفادة من تجارة الذهب وتهريبه.
ومن ناحية أخرى، تعتبر مصر تجربة حديثة يعلو يشمل تهريب الذهب من الخارج السبائك والسلع المصنعة. الدافع وراء هذه التحركات هو الاستفادة من الارتفاع المستمر في أسعار الذهب حيث يسعى المصريون إلى استخدام السلعة ضد الأزمة النقدية المستمرة في البلاد. وكثيرا ما يؤدي ارتفاع الطلب على الذهب في السوق المصرية إلى رفع الأسعار المحلية فوق المعايير العالمية، مما يشجع أنشطة التهريب غير المشروعة.
وفي منطقة الخليج، تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة مستفيداً كبيراً من ارتفاع أسعار الذهب، وذلك بسبب سوق الذهب القوي الذي يمتص جزءاً كبيراً من التجارة الإقليمية.
لكن، وفير وأثارت تقارير التحقيق مخاوف بشأن تشابك سوق الذهب في الإمارات العربية المتحدة مع أنشطة غير قانونية، لا سيما تلك المتعلقة بالذهب من دول أفريقية مثل مالي والسودان والكونغو.
وتشير هذه التقارير إلى أن الذهب من هذه الدول يتم تهريبه إلى الإمارات العربية المتحدة بشكل غير قانوني، مع التهرب من الرقابة الحكومية المناسبة. إضافي، التحقيقات ونشرت الإمارات حالات لاستخدام تجارة الذهب والماس كواجهة لأنشطة غسيل الأموال.
سوف تؤثر تأثيرات ارتفاع أسعار الذهب على كل دولة عربية بشكل مختلف. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان بالنسبة لهذه القضية أن تتعاون هذه الدول في تنفيذ تدابير لمكافحة التجارة غير المشروعة في هذا المعدن الثمين، وخاصة تهريب الذهب المستخرج بشكل غير قانوني.
إن مثل هذه الأنشطة غير القانونية تحرم البلدان النامية والفقيرة من عائداتها المشروعة من الموارد الطبيعية، وتحولها إلى الشركات الأجنبية والجماعات الإجرامية المحلية. ولذلك، من الضروري بذل جهود متضافرة لمنع المزيد من الاستغلال وضمان التوزيع العادل للموارد.