بيروت: وصف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الخميس، إسرائيل بانتهاكها المتكرر لسيادة البلاد، وذلك خلال لقاء مع رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو.
وقال ميقاتي لرئيس حفظ السلام إن إسرائيل تتجاهل قرارات الأمم المتحدة منذ سنوات وأنه “يجب أن ترتفع الأصوات” في الأمم المتحدة لدعم لبنان.
وتزامنت تصريحات رئيس الوزراء المؤقت مع جنازة نائب الزعيم السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الذي توفي في غارة جوية بطائرة بدون طيار في جنوب بيروت يوم الثلاثاء.
ودُفن العاروري في مقبرة الشهداء الفلسطينية في شاتيلا ببيروت، إلى جانب اثنين من مسؤولي حماس، عزام الأقرع ومحمد الريس، اللذين قُتلا أيضًا في الانفجار.
وأطلقت أعيرة نارية في السماء خلال الجنازة، ورفع المشيعون العلم الفلسطيني ورايات حماس والجهاد الإسلامي.
وتحقق الأجهزة الأمنية اللبنانية في وفاة العاروري، بينما يجري حزب الله أيضاً تحقيقاً خاصاً به في عملية الاغتيال.
وقال المصدر الدفاعي إن التحقيقات “معقدة” وستركز على نوع الطائرة بدون طيار ومسارها ومواصفات الصواريخ التي تم إطلاقها.
العميد المتقاعد. وأشار العميد جورج نادر في تصريح إعلامي إلى أنه «عند الحديث عن الاختراق الأمني، قد يكون هناك عميل من داخل دائرة اتخاذ القرار، وليس من الخارج».
وقال نادر: “إسرائيل لديها التكنولوجيا التي تمكنها من التحليق بطائرات بدون طيار على ارتفاع 30 ألف قدم أو 7000 متر دون أن يتم سماعها أو رؤيتها. وتستطيع الطائرات المقاتلة إطلاق الصواريخ على مسافة 15 ألف متر دون أن يتم سماعها أو رؤيتها، وبدقة عالية جدًا تزيد عن 99 بالمائة.
وأضاف: “تهدم سقفان فوق الغرفة التي استشهد فيها العاروري وسقطا عليه. وهذا يدل على القدرات التي تمتلكها إسرائيل.
“من الناحية الفنية هناك احتمالات كثيرة للاغتيال وعلينا أن ننتظر مزيدا من التحقيق.”
وتساءل رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة، في بيان أدان فيه اغتيال العاروري، عن “سبب تواجد هذا العدد من الجماعات الفلسطينية المسلحة ومجموعات مسلحة أخرى في مختلف المناطق اللبنانية، بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وقال: “من حيث المبدأ فإن هذا الأمر يتطلب موافقة الجهات الرسمية اللبنانية، خاصة وأن لبنان جمهورية، لحماية سيادته والدفاع عنها والإصرار على عدم المساس بأمنه واستقراره”.
وجاء رد فعل السنيورة في الوقت الذي استهدفت فيه العمليات الإسرائيلية يوم الخميس القرى الحدودية، بما في ذلك مارون الراس، بالقرب من موقع عسكري لبناني حيث أطلقت طائرة حربية صاروخين جو-جو.
وقصف الجيش الإسرائيلي مركز اعتقال إسرائيلي سابق في بلدة القيام بالقنابل الفسفورية، وقصف ضواحي بنت جبيل ويارون وعيدا الشعب.
وأعلن حزب الله، الخميس، أنه استهدف “مواقع جنود إسرائيليين في نقطتي ستولة والزردة العسكرية وتجمعا للجنود في قاعدة ميدولا وبرانيت العسكرية، مما سيصل إلى هجوم مباشر”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله أطلق صاروخا مضادا للدبابات على المطلة وأصاب مبنى هناك.
واستمرت غارات الطائرات بدون طيار الإسرائيلية التي تستهدف المباني السكنية في وقت متأخر من الأربعاء والخميس.
وتسبب حزب الله في خسائر فادحة، حيث فقد تسعة مقاتلين خلال 24 ساعة، بينهم الضابط الميداني حسين هادي ياسبك في منطقة الناقورة.
وصعّد الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، هجماته، فدمر مبنى من ثلاثة طوابق في الناقورة بطائرات مسيرة.
ومن بين القتلى من حزب الله هادي علي رضا من تفهدة، وإبراهيم عفيف فاز من جبست، وحسين علي محمد غزالة، وعباس حسن جمول، وحسن دقيق، ومحمد هادي عبيد من عدلون.