الرياض: تستعد مدن مجلس التعاون الخليجي لأن تصبح أفضل وجهات التسوق على مستوى العالم، حيث تقود دبي الطريق، حسبما ذكر تقرير صناعي.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التغيير إلى زيادة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي في المناطق الحضرية وخلق الكثير من فرص العمل. ومن المتوقع أن ينمو الإنفاق على التجزئة في المنطقة بنسبة 37% اعتباراً من عام 2022 ليصل إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2028، مما يسلط الضوء على الإمكانات الاقتصادية الكبيرة لهذا القطاع.
ويعد التقرير، الذي يحمل عنوان “التسوق من أجل النمو: كيفية إنشاء وجهة تسوق حضرية للبيع بالتجزئة”، جزءاً من شبكة بي دبليو سي وهي المدينة الخليجية الوحيدة التي تضم ستة مراكز عالمية للبيع بالتجزئة بما في ذلك دبي ولندن وميلانو. نيويورك وسيول وطوكيو.
مع إنفاق للفرد يبلغ حوالي 14.000 دولار، تأتي دبي في المرتبة الثانية بعد مدينة نيويورك من حيث الإنفاق الاستهلاكي.
ويعمل حوالي 21% من القوى العاملة في دبي في قطاع التجزئة، وهي أعلى نسبة بين المدن الست الرائدة. ويساهم القطاع أيضًا بنسبة كبيرة تبلغ 24 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي الحضري للمدينة.
وقال رامي سفير، الشريك الاستراتيجي ورئيس قسم الشركات العائلية والاستثمارات والعقارات: “إننا نشهد المدن الكبرى في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى التحول الحضري والتوسع من خلال المشاريع الضخمة، وتنويع الاقتصادات بهدف تحقيق النمو”. وقال في الشرق الأوسط.
وأضاف: «ضمن هذا التحول والتوسع، هناك فرصة هائلة لقطاع التجزئة لتحقيق إمكاناته للنمو، وهو ما يترجم إلى فرصة كبيرة لتعزيز الاقتصاد».
ويسلط التقرير الضوء على أن قطاعات البيع بالتجزئة في هذه المدن لا تدعم الشركات المحلية فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز الصناعات الإبداعية مثل التصميم والأزياء. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تلعب دورًا مهمًا في تحقيق الأهداف الاقتصادية الأوسع مثل التنويع والمرونة.
وقال مكرم دباس، شريك آخر في ستراتيجي آند الشرق الأوسط: “من الواضح أن الاستثمار في تجارة التجزئة في المدن الكبرى في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي سيكون له تأثير بعيد المدى”.
وأضاف: «إلى جانب الفوائد المالية، فإن إنشاء وجهات تسوق عالمية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي سيعزز الطموحات السياحية في المنطقة. وسيكون هناك أثر إيجابي في تحسين نوعية حياة المواطنين والمقيمين وتعزيز السمعة العامة للمدينة.
وعلى الرغم من الإمكانات الاقتصادية الكبيرة لقطاع التجزئة، يحدد التقرير تحديات كبيرة. أحد المخاوف هو سهولة السفر الدولي، مما يسمح للمتسوقين بالبحث عن تجارب بيع بالتجزئة فريدة من نوعها في الخارج. ووفقاً لدراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة Strategy & Survey، ينفق سكان الرياض وجدة والدوحة ما بين 3500 و5000 دولار سنوياً على تجارة التجزئة للفرد، مع 50 إلى 60% منهم يتسوقون في الخارج مرتين على الأقل سنوياً.
ومع ذلك، مع الحوكمة الفعالة والتخطيط الاستراتيجي، يمكن لمدن دول مجلس التعاون الخليجي التغلب على هذه التحديات. ويسلط التقرير الضوء على العديد من الفرص الرئيسية لتحسين التسوق المحلي، مثل توسيع عروض العلامات التجارية والمنتجات والاستثمار في التدريب المتخصص لموظفي التجزئة لتحسين جودة الخدمة.
تعد التحسينات في إدارة سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية وتقنيات العملاء أمرًا بالغ الأهمية لتقدم صناعة البيع بالتجزئة. هناك حاجة أيضًا إلى مراجعة لوائح الاستثمار لجذب المزيد من تجار التجزئة. إن تعزيز تجربة التسوق من خلال دمج مختلف مناطق الجذب الطهوية والترفيهية والثقافية سيثري التجربة الشاملة بشكل كبير ويجذب جمهورًا أوسع.