الرياض: شهد قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية طفرة في معظم القطاعات في مايو، حيث قدمت البنوك القروض والسحب على المكشوف والقروض للشركات التي تتطلع إلى الاستثمار في مشاريعها وشراء السلع الرأسمالية وتوسيع العمليات.
ومن بين 16 وحدة أعمال في التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية، سجلت 15 وحدة زيادة سنوية في الائتمان المصرفي لشهر مايو. وكانت الزراعة والغابات ومصايد الأسماك هي القطاع الوحيد الذي شهد انخفاضا بنسبة 8.06 في المائة.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي السعودي أيضًا أن الإقراض المصرفي للأنشطة المهنية والعلمية والفنية في المملكة العربية السعودية ارتفع بنسبة 49.49 في المائة إلى 5.01 مليار ريال سعودي (1.34 مليار دولار) في مايو من 3.35 مليار ريال سعودي في نفس الشهر من العام الماضي. المعروفة باسم سما.
ووفقاً لأحدث تقرير شهري لمؤسسة النقد العربي السعودي، سجل القطاع زيادة بنسبة 21 في المائة في الإقراض المصرفي مقارنة بمبلغ 4.11 مليار ريال سعودي في أبريل.
ويغطي مجموعة متنوعة من الخدمات المهنية بما في ذلك الخدمات القانونية والمحاسبية والمعمارية والهندسية والاختبارات والتحليلات الفنية والبحث والتطوير في المجالات العلمية.
وقد شهد القطاع نموًا كبيرًا مع تعاون الهيئات الحكومية مثل هيئة البحث والتطوير والابتكار مع القطاع الخاص لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال.
ومن المقرر أن يلعب القطاع دورًا رئيسيًا في استراتيجية التنويع لرؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على عائدات النفط وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، والذي يتوقع موقع الأبحاث الألماني Statista أن يصل إلى 8.5 مليار دولار بحلول عام 2024.
يزيد من مزيج الطاقة
وشملت القطاعات الأخرى التي اجتذبت ائتماناً مصرفياً كبيراً شركات الكهرباء والغاز والمياه، التي ارتفعت بنسبة 34.79 في المائة إلى 124.49 مليار ريال سعودي في مايو، مقارنة بـ 92.35 مليار ريال سعودي في العام السابق.
يشمل هذا القطاع أيضًا أنشطة مثل توليد ونقل وتوزيع الكهرباء والغاز والبخار.
يشمل جمع المياه ومعالجتها وإمدادها وإنتاج الثلج وتوزيعه.
وأحد أكبر محركات هذا القطاع هي خطة الرؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى استبدال النفط المستخدم لتوليد 42 في المائة من احتياجات البلاد اليومية من الكهرباء البالغة 110 جيجاوات بحلول عام 2030 بمزيج من 50 في المائة من الغاز الطبيعي و50 في المائة من الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أيضًا أن يصل إنفاق وزارة الطاقة على مشاريع الطاقة والطاقة المتجددة إلى 293 مليار دولار بحلول عام 2030.
عاليالضوء
ارتفع الإقراض المصرفي للأنشطة المهنية والعلمية والفنية في المملكة العربية السعودية بنسبة 49.49 في المائة إلى 5.01 مليار ريال سعودي (1.34 مليار دولار) في مايو من 3.35 مليار ريال سعودي في نفس الشهر من العام الماضي.
وقال هاني الدبيب، الأستاذ المساعد في الكهرباء: “لقد اتخذت المملكة خطوات قوية لتنويع مزيج إمدادات الطاقة وإدخال مشاريع كفاءة الطاقة. وستفيد هذه الاستراتيجية المملكة العربية السعودية على المدى الطويل من خلال تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري”. الهندسة في جامعة أم القرى، عن مستقبل الطاقة الكهربائية في المملكة العربية السعودية قال في رسالته ديسمبر 2022.
القوة المالية
وارتفع الائتمان المصرفي للأنشطة المالية والتأمينية بنسبة 29.41 في المائة على أساس سنوي إلى 95.77 مليار ريال في مايو. وحصل القطاع على قروض بقيمة 101.43 مليار ريال في مارس، وهي الأعلى منذ مايو 2022.
تشمل هذه الفئة البنوك التجارية الوطنية وفروع البنوك التجارية الأجنبية والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية وإدارة مراكز النقد.
ويمكن أن يعزى جزء كبير من النمو في هذا القطاع إلى توسع اقتصاد المملكة، مما أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات المالية مثل القروض والاستثمارات والتغطية التأمينية.
وتظهر التقديرات الأولية للربع الأول من عام 2023 أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ارتفع بنسبة 3.9 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مع زيادة الأنشطة غير النفطية بنسبة 5.8 في المائة والخدمات الحكومية بنسبة 4.9 في المائة.
وقال ماركوس ماسي، المدير الإداري لمكتب الشرق الأوسط لمجموعة بوسطن الاستشارية: “من خلال تشجيع الظروف الكلية المواتية والنمو القوي للقطاع، يمكن للبنوك السعودية الاستمرار في القيام باستثمارات استراتيجية لزيادة الإيرادات وتحسين التكاليف”.
تلعب مؤسسة النقد العربي السعودي دورًا رئيسيًا في قيادة صناعة التمويل والتأمين، وخلق بيئة تنظيمية توفر الاستقرار والثقة، وتشجع البنوك على إقراض الصناعة.
وفي الربع الأول، أطلق البنك مختبر الخدمات المصرفية المفتوحة، الذي يساعد البنوك وشركات التكنولوجيا المالية على تطوير واختبار وترخيص الخدمات المصرفية المفتوحة.
التحقق من الواقع
وارتفع الائتمان المصرفي للأنشطة العقارية بنسبة 29.39 في المائة إلى 227.36 مليار ريال في مايو من 175.71 مليار ريال في نفس الشهر من العام الماضي.
وبحسب تصنيف الهيئة الوطنية للمنشآت العقارية، تشمل هذه الفئة شراء وبيع وتأجير وإدارة المستودعات والعقارات السكنية وغير السكنية.
وقد تغذي القوة الدافعة لهذا النمو تزايد عدد السكان والتوسع الحضري وزيادة الطلب على الإسكان.
وقد أدى هذا الطلب، إلى جانب المبادرات الحكومية لمعالجة النقص في المساكن وتحسين القدرة على تحمل التكاليف، إلى خلق فرص للشركات العقارية لتنفيذ مشاريع سكنية.
وقال يزيد حجازي: “إن توفير مساكن ذات مستوى عالمي يقع في قلب رؤية 2030. ومع التركيز على الحياة المجتمعية، هناك فرصة لإنشاء المزيد من المساكن الحضرية التي توفر الخصوصية والمساحة التي يبحث عنها المشترون في الهواء الطلق”. شريك مشارك في الإستراتيجية والاستشارات العقارية، نايت فرانك، في تقريرها الأخير عن المملكة العربية السعودية.
إن الزيادة الإجمالية في الإقراض المصرفي بين مختلف القطاعات الاقتصادية هي سبب للسعادة لأنها ستؤدي إلى أنشطة الأعمال وخلق فرص العمل وارتفاع مستويات الإنتاجية، مما يساهم في النمو الاقتصادي والطموحات السامية لرؤية 2030.