الرياض: أدت جهود التنويع الاقتصادي المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية إلى رفعها مكانًا واحدًا إلى المركز السادس عشر في مؤشر التنافسية العالمية 2024.
وبحسب تقرير المعهد الدولي للتطوير الإداري ومقره سويسرا، فقد احتلت المملكة المرتبة 24 في عام 2022، وفي المرتبة 32 في عام 2021.
ويعزى هذا الازدهار، المدعوم بخطة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إلى التحسن الكبير في الأداء الاقتصادي وكفاءة الحكومة وبيئة صديقة للأعمال.
ويسلط التقرير الضوء أيضًا على أن المملكة العربية السعودية تحتل مرتبة أعلى من العديد من نظيراتها في مجموعة العشرين، بما في ذلك الهند والمملكة المتحدة واليابان ودول أخرى مثل إيطاليا والأرجنتين وإندونيسيا والبرازيل وتركيا نفسها.
وقال وزير التجارة السعودي، ماجد بن عبد الله القصبي، إن نمو البلاد في التصنيف هو شهادة على عملية التحول الاقتصادي المستمرة في المملكة، والتي يتم تنفيذها بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بيان صحفي.
وتتصدر المملكة العربية السعودية التصنيف في عدة مؤشرات فرعية
وتصدرت المملكة عدة مؤشرات فرعية في التصنيف، حيث احتلت المركز الأول في الأمن السيبراني ونمو التوظيف على المدى الطويل.
كما تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في المؤشرات الفرعية الأخرى، بما في ذلك نمو سوق العمل على المدى الطويل وعدد مستخدمي الإنترنت لكل ألف.
وكشف التقرير أن المملكة احتلت المرتبة 12 في أداء الأعمال عالمياً، بينما احتلت المرتبة الثانية من حيث القيمة السوقية والتحول الرقمي المطبق في الشركات.
كما تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في مؤشرات مثل توافر رأس المال الاستثماري، وتطوير التكنولوجيا واستخدامها، وتوافر التمويل في تطوير التكنولوجيا.
وبالمثل، تحتل البلاد المرتبة الثالثة في إجمالي نشاط ريادة الأعمال في المراحل المبكرة ومعدل البطالة.
كما احتلت المملكة المرتبة 34 في قائمة تطوير البنية التحتية، دون تغيير عن العامين السابقين. وفي عامي 2020 و2021، احتلت الدولة المرتبة 36 في هذه الفئة الفرعية.
لكن على صعيد الأداء الاقتصادي، تراجعت السعودية إلى المركز 15، بعد أن كانت في المركز السادس في العام السابق، لكن من المتوقع أن ترتفع إلى المركزين 31 و48 في عامي 2022 و2021 على التوالي.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه المملكة، أشار التقرير إلى ضرورة مواصلة الجهود لتعزيز الطاقة المتجددة وتقليل انبعاثات الكربون.
وهذا يسلط الضوء على ضرورة مواصلة المملكة العربية السعودية تحسين بيئة الأعمال لديها لزيادة المشاركة الاقتصادية للقطاع الخاص ومواصلة الاستثمار في تنمية رأس المال البشري في جميع القطاعات.
سنغافورة تتصدر القائمة
تحتل سنغافورة المرتبة الأولى في مؤشر التنافسية العالمية لعام 2024، حيث صعدت ثلاثة مراكز عن العام السابق.
وقال التقرير “تظهر البيانات أداء قويا بشكل خاص للدولة الجزيرة (سنغافورة) في مجالات كفاءة الحكومة وكفاءة الأعمال”.
وأضاف: “بالنسبة لسنغافورة، فإن القدرة على الحفاظ على مكانتها تشمل اغتنام الفرص وإدارة التعطيل الناجم عن التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، من خلال دعم العمال في إعادة هيكلة الأعمال وتحويلها”.
وأشار المنشور أيضًا إلى أن صغر حجم سنغافورة وبنيتها البحرية ساعداها أيضًا على تصدر القائمة.
وقال أرتورو بريس، مدير مركز التنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، إن التصنيف، الذي يُنشر سنويًا، سيساعد الدول على تحقيق أهدافها الاقتصادية وضمان الاستدامة.
وقال بريس: “إنها بمثابة معيار لقياس التقدم الذي تحرزه هذه البلدان وتحديد مجالات التحسين، مما يوفر طريقًا واضحًا لتنميتها الاقتصادية ولكنه يدعم أيضًا الأهداف العالمية مثل أهداف التنمية الاجتماعية”.
وأضاف: “إن الاقتصادات الأفضل أداءً توازن بين الإنتاجية والرخاء، مما يعني أنها تستطيع توليد دخل ومستويات معيشة أعلى لمواطنيها مع حماية البيئة والتماسك الاجتماعي”.
وبعد سنغافورة، تحتل سويسرا والدنمارك المركزين الثاني والثالث على التوالي.
واحتلت أيرلندا المركز الرابع في القائمة، تليها هونج كونج والسويد في المركزين الخامس والسادس على التوالي.
وبتقدم ثلاثة مراكز مقارنة بعام 2023، احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز السابع، بينما احتلت تايوان وهولندا المركزين الثامن والتاسع على التوالي.
في المقابل، تقدمت النرويج 4 مراكز إلى المركز العاشر عن العام السابق، فيما حسنت قطر ترتيبها من المركز 12 إلى المركز 11.
ومع ذلك، تراجعت الولايات المتحدة ثلاثة مراكز من عام 2023 إلى المركز 13، تليها أستراليا والصين وفنلندا في المراكز الثلاثة التالية.
ومن منطقة الشرق الأوسط، جاءت البحرين في المرتبة 21، بينما جاءت الكويت في المرتبة 37.
وعود وتحديات الذكاء الاصطناعي
ووفقا للتقرير، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع يبدو وكأنه وعاء عسل للاقتصادات التي تسعى إلى تعزيز الإنتاجية.
وقال خوسيه كاباليرو، كبير الاقتصاديين في مركز التنافسية العالمية: “على المستوى الجزئي، يمكن أن يؤدي الارتفاع الأخير في التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية بشكل كبير”.
وأشار كذلك إلى أن صعود الذكاء الاصطناعي يمثل أيضًا تحديات كبيرة، حيث تجد العديد من الشركات نفسها أقل مهارة في تنفيذ هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وقال كاباليرو: “أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات هو كيفية تنفيذ أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تحسين الكفاءة دون تعطيل العمليات التجارية. والتحدي الآخر هو ضمان دقة نظام الذكاء الاصطناعي المختار؛ فالأنظمة غير الدقيقة تؤدي إلى عدم الكفاءة وانخفاض الإنتاجية”.
وأضاف: “علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الاستثمارات الأولية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كبيرة، في حين أن تكاليف الصيانة وتحديث الأنظمة يمكن أن تكون كبيرة.
وأشارت الدراسة كذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل مصدر قلق كبير للمديرين التنفيذيين من أوروبا الغربية وغرب آسيا وأفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
ومن ناحية أخرى، فإن المديرين التنفيذيين من شرق آسيا وأوروبا الشرقية يشعرون بقلق أكبر إزاء الركود العالمي، في حين يعطي معظم المشاركين في المجموعة الأولوية للمخاطر البيئية.
ويقول التقرير: “بينما يتعرض المسؤولون التنفيذيون لضغوط لتحقيق التوازن بين الأولويات قصيرة المدى وأولويات طويلة المدى، يتم دفع المخاطر البيئية إلى مؤخرة قائمة الانتظار”.