تقطعت السبل باللاعبين الفلسطينيين في غزة التي مزقتها الحرب أثناء استعدادهم لكأس آسيا في قطر.
قبل أسبوعين من المباراة الافتتاحية لمنتخب فلسطين في كأس آسيا 2023 في قطر، يواجه الفريق صعوبات في التركيز مع احتدام الحرب في غزة، حيث قُتل الآلاف.
وقد فقد بعض الجنود أحباءهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على الأراضي المحاصرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقد أدت الضربات الجوية والمدفعية والهجمات البرية إلى تحويل جزء كبير من غزة إلى أنقاض، بما في ذلك الملاعب، وتم استخدام ملاعب كرة القدم كمقابر مؤقتة لبعض الموتى حيث أن العديد من القبور مملوءة أو يتعذر الوصول إليها.
وقال مدرب الفريق مكرم دبوب من السعودية، حيث كان اللاعبون يتدربون: “الجميع ملتصق بالأخبار قبل وبعد التدريب، سواء كان ذلك في الحافلة أو في الفندق”.
وتستضيف قطر نهائيات كأس آسيا 2023 في الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير، على أن تلعب فلسطين مباراتها الافتتاحية أمام إيران في 14 يناير.
وقال دبوب، مدرب ولاعب تونس السابق، عبر الهاتف إن اللاعبين “لديهم شعور دائم بالقلق على عائلاتهم”.
واحتفل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بفوز المنتخب الوطني بكأس آسيا للمرة الثالثة في حزيران/يونيو من العام الماضي.
ولكن ليس هناك نهاية لحرب غزة ويشعر الفريق الآن بالسحق أثناء استعداده للمباراة القادمة.
وقال دبوب: «نعاني من مشاكل بدنية وفنية وتكتيكية بسبب توقف المنافسة، وكذلك مشاكل نفسية».
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول – عندما شنت حماس هجوماً مفاجئاً على جنوب إسرائيل رداً على عقود من الحصار والاحتلال – تم تعليق مباريات كرة القدم في قطاع غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وقال دبوب إن العديد من الجنود يعانون، خاصة أولئك مثل محمود وادي ومحمد صالح الذين حوصرت أسرهم في غزة حيث دمرت منازلهم.
وقال “إنهم يعانون”.
وأضاف أن آخرين لديهم أقارب اضطروا للفرار من القصف الإسرائيلي العشوائي في شمال المنطقة والبحث عن الأمان في الجنوب “حيث ستكون الظروف صعبة”.
وقالت الأمم المتحدة إن 85% من سكان غزة نزحوا، ولا يوجد أي جزء من القطاع المكتظ بالسكان آمن مع قيام إسرائيل بتوسيع قصفها من الشمال إلى الجنوب.
وكان هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول هو الأسوأ في تاريخ إسرائيل، حيث أسفر عن مقتل 1400 شخص. ووفقا لوزارة الصحة في القطاع، كانت الحرب على غزة هي الأكثر دموية على الإطلاق، حيث أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 21978 شخصا – معظمهم من النساء والأطفال.
وقال دبوب إن الفريق يأمل في “التأهل إلى الدور النهائي لكأس آسيا وإظهار الوجه المشرف لكرة القدم الفلسطينية”.
والأهم من ذلك أن “رفع العلم الفلسطيني” على الساحة الدولية يؤكد الهوية الفلسطينية ويظهر أن الشعب في فلسطين يستحق الحرية وحياة أفضل”.
وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب إن حرب غزة أحدثت دماراً في حركات “الرياضة والشباب”.
وقال الرجوب: “حتى الآن، قُتل أكثر من 1000 شخص من الرياضة والشباب والحركات الكشفية”.
واتهم القوات الإسرائيلية “باستهداف الأندية الرياضية الفلسطينية… في انتهاك صارخ للميثاق الأولمبي”.
وأشار على وجه التحديد إلى “الصور المروعة” التي ظهرت من ملعب اليرموك لكرة القدم في غزة، حيث أصبحت القوات الإسرائيلية “مركزا للاعتقال والانتهاكات والاستجواب”.
وكان يشير إلى لقطات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تظهر عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال، يرتدون ملابس على أرض الملعب.
وقال الرجوب إن ملعب اليرموك بني عام 1939، مما يجعله من أقدم الملاعب في الأراضي الفلسطينية.
وبعث الاتحاد برسائل إلى اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا يطالب فيها “بإجراء تحقيق دولي عاجل في جرائم العدوان (الإسرائيلي) ضد الرياضة والرياضيين في فلسطين”.
“مبشر الإنترنت. كاتب. مدمن كحول قوي. عاشق تلفزيوني. قارئ متطرف. مدمن قهوة. يسقط كثيرًا.”