الرياض: تعتبر العقارات واحدة من أكثر الرهانات أمانًا للمستثمرين على مستوى العالم، وبفضل صندوق الاستثمارات العامة، أصبحت المملكة العربية السعودية الآن قادرة على تقديم محفظة كبيرة للعالم.
يتم تضخيم الفرص من خلال الطلب الحقيقي في سوق سريع التوسع يوفر بعضًا من أفضل العوائد على الاستثمارات في المنطقة وخارجها.
أظهرت الأرقام الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في أغسطس، ارتفاع مؤشر أسعار العقارات في المملكة بنسبة 0.8 في المائة في الربع الثاني من عام 2023.
وأظهر التقرير ارتفاع أسعار العقارات السكنية بنسبة 1.1 في المائة والعقارات التجارية بنسبة 0.2 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
جنبا إلى جنب مع الارتفاع في قيمة المنازل يأتي زيادة في عقود الإيجار. وأظهرت البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للعقار، أو “إيزار”، في مارس/آذار، أن الصفقات السكنية والتجارية في القطاع ستتضاعف تقريباً في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 76 مليار ريال سعودي (20.2 مليار دولار).
وبلغت القيمة الإجمالية للمعاملات الإيجارية التجارية في عام 2022 40.9 مليار ريال، فيما بلغت قيمة العقارات السكنية 35.1 مليار ريال.
وتشهد المملكة نمواً اقتصادياً كبيراً، مع زيادة في المشاريع العقارية ومشاريع البنية التحتية، مدفوعاً بهدفها المتمثل في رفع معدل ملكية المنازل لمواطنيها إلى 70 في المائة بحلول عام 2030.
شراكة القطاعين العام والخاص
ولمزيد من دعم صناعة البناء والتشييد وتسهيل القطاع العقاري، استثمر صندوق الثروة السعودي في وقت سابق من هذا العام 1.3 مليار دولار في أربع شركات محلية رائدة: شركة نسما وشركاه للمقاولات، وشركة السيف الهندسية للمقاولات، وشركة البواني القابضة، وشركة المباني للمقاولات العامة. شركة
بالإضافة إلى ذلك، منحت شركات أخرى في محفظة صندوق الاستثمارات العامة عقودا بقيمة 184 مليار ريال للقطاع الخاص السعودي في عام 2022، مما سيسهم في زيادة مساهمة الصندوق وشركاته في المحتوى المحلي إلى 60 في المائة بنهاية عام 2025.
كما اتفقت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة والتي تبلغ أصولها نحو 6.1 مليار ريال، على إصدار قروض عقارية بقيمة تزيد على 3 مليارات ريال مع المؤسسة العامة للتقاعد في عام 2020.
وقد استفادت حتى الآن 270 ألف أسرة من هذا الاستثمار.
الدافع الرئيسي الآخر وراء ارتفاع معدلات البناء وملكية المنازل في المملكة هو شركة التطوير العقاري ROSHN.
ويلتزم المشروع المملوك لصندوق الاستثمارات العامة بتحقيق هدف رؤية 2030 المتمثل في توفير أكثر من 2 مليون منزل في جميع أنحاء المملكة، لا سيما في الرياض ومكة وجدة وعسير والمنطقة الشرقية. وتنتشر هذه المشاريع على مساحة تزيد عن 200 مليون متر مربع.
ولتحقيق أهدافها، أنشأت ROSHN العديد من الشراكات الإستراتيجية مع شركات محلية وعالمية بقيمة تزيد عن 10 مليارات ريال سعودي.
جودة الحياة
تقوم المملكة العربية السعودية بإجراء تغييرات حقيقية لتضع نفسها في طليعة الحداثة، ويجب أن تشمل هذه التغييرات المجتمعات المعاصرة ولكن أيضًا مراعاة تاريخ البلاد وثقافتها.
ويجري تنفيذ مشاريع تطوير طموحة للبنية التحتية في جميع أنحاء المملكة، مع الأخذ في الاعتبار مبادرات الترفيه والتعليم والصحة، مع التركيز على المناطق الحضرية الجديدة والمدن الذكية.
أحد هذه المشاريع هو مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، والذي سيساهم في تحقيق طموح المملكة العربية السعودية في أن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا.
وبموجب الخطط التي كشف عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نوفمبر 2022، سيتم بناء المنشأة بستة مدارج متوازية، ومن المتوقع أن تساهم بمبلغ 27 مليار ريال سعودي سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة.
وسيساعد ذلك على زيادة حركة الركاب السنوية في المملكة العربية السعودية من 29 مليونًا حاليًا إلى 120 مليونًا بحلول عام 2030 و185 مليونًا بحلول عام 2050، مع زيادة الحركة الجوية من 211 ألفًا إلى أكثر من مليون رحلة سنويًا.
ويعد هذا التطوير جزءًا من خطة لجعل العاصمة السعودية واحدة من أفضل 10 مدن اقتصادية في العالم بحلول عام 2030، مما يجعل الاستثمار العقاري أكثر جاذبية.
كما يعد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض، وهو الأكبر في المنطقة، مثالًا رئيسيًا للوجهة التي تدمج بين السكن والعمل والترفيه.
تم تصميم مركز الملك عبد الله المالي ليشمل 5000 وحدة سكنية، ومليون متر مربع من المساحات المكتبية من الدرجة الأولى، و220000 متر مربع من مساحات البيع بالتجزئة والأطعمة والمشروبات، و110000 متر مربع من مساحات الترفيه عند الانتهاء من المخطط الرئيسي.
مشروع المربع الجديد قيد الإنشاء، أكبر مدينة حديثة في العالم تقع في مدينة الرياض، سيعتمد معايير مستدامة تهدف إلى رفع جودة الحياة للمقيمين.
ويتضمن المشروع متحفاً مبتكراً وجامعة متخصصة في التكنولوجيا والتصميم ومسرحاً متكاملاً متعدد الأغراض وأكثر من 80 منطقة للعروض الترفيهية والثقافية الحية.
طموحات السعودية أوسع من التطوير العقاري وزيادة رأس مالها.
شركة وسط البلد السعودية إنشاء مراكز حضرية ذات تأثير اقتصادي واجتماعي مستدام في 12 مدينة في جميع أنحاء البلاد، بينما يجري البناء التجريبي في نيوم والبحر الأحمر والقدية والدرعية. مشاريع لدعم خطة التنويع الاقتصادي.
النظم البيئية المتكاملة
يركز صندوق الاستثمارات العامة على تطوير النظم البيئية المتكاملة عبر هذه التطورات التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا وتوطين المعرفة في قطاعات تشمل علوم المستقبل والسياحة والرياضة والعقارات.
ومن خلال هذه المشاريع التي تهدف إلى تحقيق عوائد متوسطة وطويلة الأجل، يعمل صندوق الاستثمارات العامة على تحسين نوعية الحياة والقدرة التنافسية في المدن والمناطق في جميع أنحاء البلاد من خلال الترويج للأشكال الجديدة للمجتمعات الحضرية ومراكز الأعمال ومشاريع البنية التحتية والأهداف في المملكة العربية السعودية. الموارد الطبيعية والثقافية والتاريخية.
وتحرص الشركات التي تقوم بهذه التطورات على الحفاظ على الهوية الثقافية للمملكة وتراثها النابض بالحياة.
وتقوم مجموعة البوتيك، على سبيل المثال، بتحويل القصور التاريخية والثقافية في البلاد إلى فنادق بوتيك فاخرة، في حين يعرض مشروع داريا أكثر من 300 عام من تاريخ المملكة العربية السعودية.
وبالمثل، أصبحت مدينة العلا التاريخية ووسط مدينة جدة وجهات سياحية عالمية المستوى، حيث تحافظ مؤسساتهما المتنامية على القيم التاريخية للمواقع.