الرياض: أعربت شركات المحاماة الدولية الكبرى عن أملها في أن تحصل الشركات والمستثمرون على “معاملة عادلة” في النزاعات في المملكة العربية السعودية، حسبما قال أحد الخبراء.
وفي حديثه إلى عرب نيوز في ندوة منازعات البناء الأولى في الرياض، أكد جون كوين، رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لشركة كوين إيمانويل، على سيادة القانون الموثوقة في المملكة وقضاتها الأكفاء.
تم تنظيم هذا الحدث من قبل شركة الملكة إيمانويل أوركهارت وسوليفان إل إل بي لتسليط الضوء على التطورات في النظام القانوني في المملكة لحماية حقوق جميع أصحاب المصلحة دون تحيز.
“نحن واثقون من أن الأطراف ستكون قادرة على التصرف بشكل عادل في النزاعات في المملكة… لمجرد أنك أجنبي ولديك مطالبة، أو نزاع مع سعودي، فلن يكون للمحكمة إبهام”. قال كوين: “للسعوديين”.
يلعب قانون المعاملات المدنية، الذي تم تطبيقه في ديسمبر، دورًا رئيسيًا في حملة التحديث القانوني في المملكة العربية السعودية بموجب رؤية 2030 ويهدف إلى تحسين الشفافية والقدرة على التنبؤ ضمن الإطار القانوني.
وقال ناصر الربيعي، الشريك الإداري والرئيس المشارك لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في كوين إيمانويل: “من المتوقع أن ينظم القانون المدني المعاملات المدنية ويساعد المحاكم على حل القضايا بشكل موحد في مختلف النزاعات والقضايا”. حسبما نقلت عرب نيوز.
الإصلاحات القانونية
ويعد الاقتراح أحد أربعة قوانين رئيسية تم الإعلان عنها في عام 2021، بما في ذلك قانون العقوبات أو قانون الإثبات والأحوال الشخصية وقانون المعاملات المدنية والعقوبات.
وقال الربيعي: «لقد صدرت جميعها ما عدا القانون الجنائي، ونتوقع صدوره قريباً».
وسلط الضوء على التغييرات الرئيسية التي أحدثها القانون المدني، ولا سيما التأكيد على مستوى الاسترداد. يتعلق الأمر بأنواع المطالبات المطلوبة والقابلة للاسترداد ضمن النظام القانوني السعودي.
وأوضح كذلك دور هذا المؤشر من خلال إعطاء مثال عندما يتعلق الأمر بخسارة الأرباح التي لا يمكن تعويضها.
على سبيل المثال، في مشروع البناء، يدخل مالك المشروع في مدة عامين مع المقاول. وأوضح الربيعي أنه إذا فشل المقاول في الالتزام بالموعد النهائي وأبرم صاحب المشروع عقد إيجار للمشروع قبل نهاية العقد، فإن الوضع غير المكتمل للمشروع يمنع ترسيته على طرف ثالث.
“يعترف القانون بالأضرار من هذا النوع. لذلك نتوقع المزيد من المطالبات المتعلقة بخسارة الأرباح… يجب إثبات المطالبات وتقديم الأدلة إلى المحكمة لإثبات أنك تعرضت لأضرار. ولكن خلاصة القول هي أن هذا المفهوم معترف به الآن بموجب (القوانين) السعودية”.
تغير المشهد الاقتصادي
ويعمل مكتب المحاماة في المملكة مع 10 محامين سعوديين، ويشرف عليهم الربيعي، الذي قال إن المملكة العربية السعودية “يبدو أنها مركز العالم… هناك الكثير من الطاقة والكثير من الطموح ومثل هذه الرؤية والقيادة في هذا الأمر”. قال كوين: “أردنا أن نكون هنا لنكون جزءًا من ذلك”.
وأضاف: “نريد أن نقدم شيئاً ذي معايير عالمية، سواء في الدولة التي تمثل أمام المحاكم السعودية أو في النزاعات الخارجية التي يستثمر فيها السعوديون أو الحكومة أو الأفراد. العالم، إنهم يواجهون مشاكل”.
وأوضح كذلك أن الخلافات تتعلق بعدم قيام الأشخاص بما اتفقوا على القيام به بطريقة أو بأخرى.
وناقش كوين المبادرات التشريعية المهمة التي تم اتخاذها في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك إنشاء قوانين جديدة مثل قانون التعدين وقانون الأحوال الشخصية والقانون المدني، مما يعكس المشاريع العملاقة الطموحة في المملكة.
وتهدف هذه الخطط الطموحة، إلى جانب الجهود المبذولة لتحسين النظام القضائي من خلال تدريب وتعليم القضاة، إلى غرس ثقة أكبر في جودة النظام القانوني بين المستثمرين الأجانب وأصحاب المصلحة الآخرين.
“سيكون لدى المستثمرين الأجانب وغيرهم ثقة أكبر في جودة السلطة القضائية لتطوير القضاة وتعليمهم وتدريبهم. وتابع كوين: “يتم بذل الكثير من الجهود لجعل المملكة العربية السعودية وجهة أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب”.
كما أشار الربيعي إلى أنه “مع المشاريع الكبرى فإن عدد القضايا المرفوعة يتزايد بشكل كبير، خاصة إذا كانت مشاريع خاصة، وكان لديك خلافات وخلافات”.
سبب هذه الزيادة ليس لأن الأحزاب تتقاتل أكثر، بل لأن المشاريع العملاقة تزايدت في المملكة.
وشدد الربيعي على أن “هذا تطور طبيعي عندما ينمو الاقتصاد بوتيرة سريعة، ولأن لديك مشاريع كبيرة، سيكون لديك بعض الجدل، لكنها لا تساعد على تنمية البلاد”.
وأضاف: “لقد شهدنا اتجاها من حيث زيادة عدد نزاعات البناء”.
وأشار الربيعي إلى أنه في المقابل، فإن النمو في عدد الحالات “منخفض للغاية، وهو أمر إيجابي بشأن أداء الاقتصاد … إنه سوق حالات صحي”.
التحول الرقمي
كما سلط الضوء على الدور المهم لرقمنة نظام المحاكم والخطوات التي قطعتها في جعل حل النزاعات أكثر فعالية.
وأضاف: “لقد شاركنا في بعض قضايا المنافسة الضخمة، ومن خلال رقمنة نظام المحاكم، أصبح حل النزاعات أكثر كفاءة”.
وأشار الرفاعي أيضًا إلى أنه تم تعيين مجموعة من الخبراء للعمل في القانون المدني. ربما يكونون قد استشاروا سلطات قضائية أخرى، لكن النظام القضائي والنظام القانوني السعودي العام هو الذي يناسب السوق السعودي.
واختتم المقابلة بالإشارة إلى أن زيادة نشر السوابق القانونية من قبل اللجان القضائية سيكون بمثابة تحسن كبير للقضاء.
فهو يساعد المستثمرين على إدارة مخاطرهم ويزودهم بتقييم دقيق للمخاطر.
وقال: “أريد أن أؤكد للمستثمرين الدوليين أن لدينا نظامًا قانونيًا سليمًا للغاية، وأن الحكومة السعودية تستثمر بشكل كبير في تحسين النظام وإصلاحه”.
التحكيم التجاري
كما يعمل مركز التحكيم التجاري السعودي، الذي تم إطلاقه عام 2014، على تعزيز استخدام التحكيم بين الشركات العاملة في المملكة.
وقد قامت هيئات التحكيم الآن بتوسيع صلاحياتها التقديرية، بما في ذلك خيار الإجراءات عن بعد، مما يمكنها من تحديد الشكل الأمثل لجلسات الاستماع.
بالإضافة إلى ذلك، تعد المملكة في طليعة التحول الرقمي حيث تقوم برقمنة نظام محاكمها وتستخدم التكنولوجيا في إجراءات المحكمة باستخدام “كبرة”، وهي بوابة إلكترونية متصلة بنظام المحاكم.
تعد الخبرة والخبرة القانونية المحلية ضرورية لهيكلة العقود بشكل فعال وحل النزاعات.
إن مفتاح استغلال هذه الفرص هو الصبر والالتزام بالاتفاقيات وتحديد المخاطر الرئيسية واستراتيجيات التخفيف في مرحلة المناقصة.