تشير دراسة إلى أنه إذا كانت الأم تعاني من الاكتئاب قبل إنجاب طفل، فقد يكون لذلك تأثير مضاعف عبر الأجيال، مما يجعل أحفادها أكثر خوفًا وتوترًا.
البحث، الذي وجد أول دليل على أن “الإجهاد قبل الولادة” لا يؤثر فقط على ذرية الوالدين بل على جيلين بعد ذلك، تم إجراؤه على الطيور، لكن الدراسات السابقة أشارت إلى أن الشيء نفسه قد يكون صحيحًا عند البشر.
ووجدت الدراسة أن طائر السمان الذي يتعرض للإجهاد قبل التزاوج ينتج عنه فراخ أكثر عصبية. ووجدت أيضًا أن أحفادهم وأحفادهم كانوا أيضًا أكثر خوفًا، مما يشير إلى أن الإجهاد قبل الولادة يؤدي إلى تغير جيني وراثي في الطيور.
دراسات سابقة على البشر اقترح أن التوتر أثناء الحمل قد يسبب تغيرات في الأم تتأثر بالأحفاد.
وفي الدراسة الجديدة، قام باحثون من فرنسا والنمسا بفحص العلامات الجينية في الطيور التي تنظم “السلوكيات المرتبطة بالتفاعل العاطفي لدى القوارض والبشر”.
وقال فريق من جامعتي رين وتورز في فرنسا وجامعة الطب البيطري في فيينا: “في دراسة سابقة، قمنا بتعريض إناث طائر السمان الياباني لإجراء مرهق وأظهر أنه يزيد من التفاعل العاطفي لنسلهن. . لكن هذا الإجهاد الأمومي قبل الولادة (PMS) في الأجيال التالية هل يمكن تشكيل سلوك النسل دون التعرض لعملية الإجهاد؟
قامت الدراسة، التي نشرت في مجلة Royal Society Open Science، بقياس “الخوف” الذي أظهرته الطيور ومستويات “رهاب الجديد” لديها، والتي تُعرف بأنها “الخوف من الحداثة”، أو الشعور بالرهبة عند مواجهتها. بيئات أو محفزات جديدة.
وتعرضت مجموعة من إناث طائر السمان لضغوطات منها “القيود الجسدية، والحرمان من الطعام، والضوضاء المفاجئة”، في حين لم تتعرض مجموعة أخرى للضغوطات. ثم تم إقرانهم مع الذكور غير المجهدة.
تم بعد ذلك تربية الكتاكيت التي تنتجها أمهات مجهدات والأجيال اللاحقة من الكتاكيت في بيئات غير مجهدة. ثم تمت مقارنة سلوكهم مع ذرية وذرية الأمهات غير المتوترات من خلال تعريضهم لأشياء جديدة ورؤية كيف يتصرفون بعد فترة من العزلة.
أظهر أحفاد الطيور المجهدة المزيد من الخوف من الجديد، أو الخوف من الحداثة، مقارنة بأحفاد الطيور غير المجهدة. كما أظهر أحفاد الأحفاد الإناث المزيد من الخوف من الجديد، في حين أظهر أحفاد الأحفاد الذكور خوفًا أكثر عمومية.
وقال الباحثون: “على الرغم من أن الآليات هنا لا تزال بحاجة إلى الاستكشاف، إلا أن نتائجنا تظهر أن إجهاد الأم قبل الولادة يمكن أن يكون له آثار سلوكية عبر الأجيال”، مضيفين أن الإجهاد يمكن أن يغير توازن الهرمونات في البويضات النامية.
وخلصت الدراسة إلى ما يلي: “لقد أثبتنا أنه يمكن ملاحظة الدورة الشهرية خارج نطاق النتائج [first] تشكيل وتأثير النمط الظاهري [observable characteristics] ذرية غير معرضة لجيلين لاحقين على الأقل.”
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 تبحث في آلية مماثلة لدى البشر أن: “الإجهاد أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على الأجيال اللاحقة، كما يتضح من زيادة تعرض الأطفال والأحفاد للمشاكل الصحية في مرحلة الطفولة والبلوغ”.