الرياض: تستعد مبادرة التنقل الجوي المتقدم في المملكة العربية السعودية لإحداث ثورة في صناعة الطيران في الشرق الأوسط، مما يضع المملكة في طليعة التقنيات المستدامة.
وترأسها الهيئة العامة للطيران المدني، وتغطي مجموعة من الحلول بدءًا من الأنظمة الجوية بدون طيار وحتى طائرات الإقلاع والهبوط العمودي. تعطي هذه التطورات الأولوية للسلامة والموثوقية والاستدامة في مجال الطيران، مما يسهل التشغيل الفعال مع مراعاة البيئة.
وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبد العزيز بن عبد الله الدعيلج الجهود الجادة التي تبذلها الهيئة لتسريع إدارة الأصول في المملكة العربية السعودية من خلال مبادرات مثل تنفيذ سرير اختبار مثير مع نيوم وإنشاء الإطار التنظيمي اللازم.
«إن تحسين الحركة الجوية ليس مجرد مفهوم؛ وقال الدويلج: “إنها تمثل نقلة نوعية في كيفية تحركنا وسفرنا وحياتنا في نهاية المطاف”.
وقال إن استراتيجية AAM وخريطة الطريق سوف تستكشف التقنيات الأساسية، وتحدد حالات الاستخدام والإطار التنظيمي اللازم لضمان الأمن.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الدعيلج إلى أنها تستكشف الفرص الاقتصادية التي توفرها وإمكاناتها لإحداث ثورة في حركة الركاب وتوزيع البضائع. وسلط الضوء على تأثيرها على الاستجابة لحالات الطوارئ والنقل الطبي والإغاثة في حالات الكوارث.
وأشار كذلك إلى أن خارطة الطريق AAM تتماشى إلى حد كبير مع الخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لضمان مستقبل أكثر اخضرارًا.
وقال الدويلج: “إن الانتقال إلى حلول أنظف مثل الطيران الكهربائي أمر ضروري عند مكافحة تغير المناخ. ويقود رواد AAM التغيير في تطوير الطائرات الكهربائية والهجينة، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق مستقبل مستدام وأكثر خضرة”. .
وأوضح نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لسلامة الطيران والاستدامة البيئية سليمان بن صالح المحيمدي أنهم لا يقومون بإنشاء وسيلة جديدة للنقل؛ وبدلاً من ذلك، فإنهم “يشكلون العمود الفقري للحقبة القادمة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية”.
وأضاف: “لقد أرست التجارب الناجحة في مختلف التضاريس والظروف المناخية في المملكة العربية السعودية الأساس لتطورات واعدة للحد من الازدحام المروري وتحسين الخدمات الطبية الطارئة والمساهمة في تحقيق هدف المملكة الطموح المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2060”.
بينما تواصل المملكة رحلة طموحة لتطوير اقتصاد متنوع ومستدام ومزدهر من خلال رؤية 2030، قال صالح الجاسر، وزير النقل السعودي ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني: “تمثل AAM ثورة في الطريقة التي نتبعها نحن نتصور النقل والتنقل، ولكن أيضًا فرصة مثيرة لإعادة تشكيل حياتنا واقتصاداتنا وتصميم مدننا.
وأشار الوزير كذلك إلى أن التطورات في قطاع الطيران ستساعد المملكة العربية السعودية على الظهور كوجهة سياحية عالمية.
وأضاف الجاسر: “إن تحسين الحركة الجوية سيحسن السلامة ويعزز تجربة الركاب ويعزز نمو صناعة السياحة لدينا ويعزز الاستدامة البيئية طويلة المدى”.
بناء التعاون
يعد التعاون الدولي جانبًا مهمًا من مهمة AAM في المملكة العربية السعودية، حيث وقعت المملكة عدة مذكرات تفاهم مع دول مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة والصين.
تقوم الهيئة العامة للطيران المدني بتشكيل مجموعات عمل مشتركة مع الشركات العالمية الرائدة في تصنيع المعدات الأصلية للتأكد من أن الدولة مستعدة لتبني AAM بمجرد إثبات سلامتها بشكل صحيح.
وبالإضافة إلى ذلك، أبرمت المملكة العربية السعودية اتفاقيات مع شركات رائدة في تصميم وتصنيع طائرات AAM لضمان تحقيقها مكانة متقدمة في المجال، لا سيما في مجالات الدفاع والتطوير.
كما تقوم العديد من معاهد الأبحاث السعودية بإجراء الأبحاث والاختبارات المتعلقة بدعم الهيئة العامة للطيران المدني في الأنظمة الجوية بدون طيار، والتي تعد جزءًا لا يتجزأ من خارطة طريق AAM.
المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي
ووفقاً لتقرير صادر عن الهيئة العامة للطيران المدني، من المتوقع أن يساهم تنفيذ استراتيجية AAM بـ “عشرات الآلاف من الريالات السعودية” في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة وخلق آلاف فرص العمل بحلول عام 2040.
أعربت هيئة الطيران عن عزمها على تحديد أصحاب المصلحة المعنيين بسرعة لخارطة طريق AAM وبدء التعاون عبر النظام البيئي للتحضير للعمل المبكر.
وحدد التقرير أيضًا المعالم الرئيسية التي حققتها المملكة العربية السعودية، مع التركيز على التنمية المستدامة التي تشكل مشهد الطيران في المملكة.
وفي عام 2021، شكلت نيوم وفولوكوبتر مشروعًا مشتركًا بهدف تطوير نظام دفع جوي متقدم، مما يجعل نيوم بمثابة مختبر حي عالمي مشترك لوسائل النقل المستقبلية.
وأدت هذه الشراكة إلى الاختبار الناجح لرحلات التاكسي الجوي في نيوم في يونيو 2023، والذي أجرته وأكملته المملكة العربية السعودية.
ركزت الحملة التجريبية في المقام الأول على تقييم أداء طيران Volocopter في الظروف المناخية والبيئية المحلية. وسيشمل أيضًا اختبار دمج سيارات الأجرة الجوية هذه في نظام إدارة حركة مرور المركبات الجوية بدون طيار المحلي.
ومن المتوقع أن تلعب طائرات الإقلاع والهبوط العمودية الكهربائية من فولوكوبتر دورًا مهمًا في نظام التنقل متعدد الوسائط الذكي والمستدام في نيوم. وهو مصمم ليعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمئة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ستعمل طائرات eVTOL كسيارات أجرة جوية ومركبات للاستجابة للطوارئ في نيوم، مما يوفر مزايا مثل التشغيل الأكثر هدوءًا والقدرة على التكيف بشكل أكبر وتكاليف التشغيل المنخفضة مقارنة بالمروحيات التقليدية المستخدمة بشكل شائع اليوم.