الرياض: توقعت المملكة العربية السعودية زيادة بنسبة 11 في المائة في الإيرادات غير النفطية لتصل إلى 457.73 مليار ريال سعودي (122.06 مليار دولار) في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وفقًا للبيانات الرسمية.
وكان النمو مدفوعًا في المقام الأول بزيادة الضرائب على الدخل والأرباح والأرباح الرأسمالية، حيث ارتفعت هذه الضرائب بنسبة 58 في المائة إلى إجمالي 38.64 مليار ريال، وفقًا لتقرير أداء الميزانية لعام 2023 الصادر عن وزارة المالية.
ويتماشى ذلك مع جهود المملكة العربية السعودية لوضع نفسها كوجهة استثمارية عالمية ومركز أعمال في إطار سعيها للانضمام إلى مصاف الاقتصادات الرائدة في العالم.
ربما يكون الارتفاع الكبير في الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة العربية السعودية قد ساهم في زيادة الإيرادات الضريبية مع وجود المزيد من الشركات الدولية العاملة في البلاد.
ومن المرجح أيضاً أن يكون لمبادرات الحكومة لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، بما في ذلك تقديم ضريبة دخل صفرية للشركات التي تنقل مقارها الإقليمية إلى المملكة العربية السعودية، فوائد طويلة الأجل.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتشجيع التوسع وخلق فرص العمل.
وبالانتقال إلى عرب نيوز، أكد الكاتب الاقتصادي والخبير المصرفي طلعت زكي حافظ على التأثير الكبير لهذه الحوافز الحكومية حيث من المتوقع أن تحفز الأنشطة التجارية في المملكة.
كما ارتفعت الإيرادات الأخرى، بما فيها الدوائر الحكومية المختلفة والرسوم الإدارية، بنسبة 15 في المائة إلى 101.1 مليار ريال، لتشكل ما نسبته 22 في المائة من إجمالي إيرادات الدولة.
وعلى الرغم من أن الضرائب على السلع والخدمات كانت لها أعلى مساهمة بنسبة 57 في المائة، إلا أنها شهدت زيادة متواضعة للغاية بلغت 4 في المائة.
أسرعحقائق
-
وعلى الرغم من أن الضرائب على السلع والخدمات كانت لها أعلى مساهمة بنسبة 57 في المائة، إلا أنها شهدت زيادة متواضعة للغاية بلغت 4 في المائة.
-
وارتفعت الإيرادات الأخرى، بما في ذلك الوحدات الحكومية المختلفة والرسوم الإدارية، بنسبة 15 في المائة إلى 101.1 مليار ريال.
-
وانخفضت إيرادات النفط 12 في المائة إلى 754.56 مليار ريال، لتشكل 62 في المائة من إيرادات الموازنة.
-
وارتفع إجمالي الإنفاق بنسبة 11 في المائة إلى 1.29 تريليون ريال، ويرجع ذلك أساساً إلى زيادة الإنفاق على السلع والخدمات بنسبة 18 في المائة.
وفي المقابل، تراجعت إيرادات النفط بنسبة 12 في المائة إلى 754.56 مليار ريال، لتشكل ما نسبته 62 في المائة من إيرادات الموازنة. ويؤكد هذا الانخفاض، الذي يعزى إلى التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط، التزام المملكة العربية السعودية بإصلاحات رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز دور الاقتصاد غير النفطي في النمو الوطني.
وبلغ إجمالي الإيرادات 1.21 تريليون ريال، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 4 بالمائة عن العام السابق، رغم تجاوزه تقديرات الوزارة لشهر ديسمبر 2023 بنسبة 2 بالمائة.
الإنفاق الحكومي
وبناء على بيانات الوزارة، ارتفع إجمالي الإنفاق بنسبة 11 في المائة إلى 1.29 تريليون ريال، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى زيادة الإنفاق على السلع والخدمات بنسبة 18 في المائة ليصل إلى 303.4 مليار ريال. وقد حصلت هذه الفئة على حصة كبيرة بلغت 23 في المائة، وهو ما لعب دوراً هاماً في دفع الزيادة الإجمالية.
ويمكن أن تعزى الزيادة في الإنفاق الحكومي إلى إدخال مشاريع البنية التحتية الضخمة في المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى فطام الاقتصاد عن النفط والمواءمة مع رؤية 2030.
وتهدف هذه المبادرات إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للاستثمار والخدمات اللوجستية، وتشجيع الاستثمارات في قطاعات مثل المدن الذكية والسياحة والطاقة المتجددة.
يؤكد حصول الرياض على حقوق استضافة معرض إكسبو العالمي 2030 على التزام الحكومة بتعزيز النمو الاقتصادي والاستدامة من خلال تطوير البنية التحتية الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الإنفاق الرأسمالي على الأصول غير المالية، والذي يمثل الاستثمارات في الأصول الثابتة لأغراض الإنتاج، بنسبة 30 في المائة إلى 186.5 مليار ريال.
وشهد الربع الرابع من عام 2023 ارتفاعا حادا في النفقات الرأسمالية، حيث ارتفع بنسبة 84 في المائة إلى 75.84 مليار ريال سعودي من 41.2 مليار ريال سعودي في الربع الثالث من نفس العام.
وبحسب حفيظ، تستخدم الحكومة السعودية نظاما محاسبيا نقديا في إحصاءات ميزانيتها، لكنها قد تسجل بعض النفقات في فترات مختلفة من العام.
وأشار أيضاً إلى أن عجز الموازنة البالغ 81 مليار ريال يمكن أن يعزى بشكل رئيسي إلى زيادة الإنفاق الرأسمالي لمشاريع التنمية في المملكة.
وعلى الرغم من أن تعويضات الموظفين استحوذت على الحصة الأكبر بنسبة 42 في المائة، إلا أنها شهدت ثالث أكبر تأثير، حيث ارتفعت بنسبة 5 في المائة إلى 537.32 مليار ريال. وتشمل هذه المزايا المقدمة للموظفين مقابل عملهم اشتراكات الضمان الاجتماعي التي تدفعها الوحدة الحكومية نيابة عن موظفيها.
وتبين أن قطاعات الصحة والتنمية الاجتماعية والعسكرية والتعليم حصلت على أعلى مخصصات في الإنفاق الحكومي.
وأفادت إدارة التجارة الدولية الأمريكية أن المملكة العربية السعودية تمثل 60% من الإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يجعل هذا القطاع أولوية بالنسبة للحكومة السعودية.
وكجزء من رؤية 2030، تخطط الحكومة لاستثمار 65 مليار دولار لتحسين البنية التحتية الصحية في البلاد، وخصخصة الخدمات الصحية والتأمين، وإنشاء 21 مجموعة صحية في جميع أنحاء البلاد، وتوسيع خدمات الصحة الإلكترونية.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف الحكومة إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص من 40% إلى 65% بحلول عام 2030، بهدف خصخصة 290 مستشفى و2300 مركز رعاية صحية أولية.
وفي نهاية عام 2023، بلغت الاحتياطيات الحكومية 390 مليار ريال، فيما يبلغ رصيد الحساب الجاري 46.3 مليار ريال. بالإضافة إلى ذلك، بلغ الدين العام 1.05 تريليون ريال، ويشكل الدين المحلي 61 في المائة من الإجمالي.
موازنة 2024
وفي ديسمبر 2023، وافقت المملكة العربية السعودية على الموازنة العامة للدولة لعام 2024، والتي توقعت إيرادات بقيمة 1.17 تريليون ريال سعودي ونفقات بقيمة 1.25 تريليون ريال سعودي.
تخطط المملكة لزيادة الإنفاق لتسريع تنفيذ المشاريع الرئيسية المتوافقة مع أهداف الرؤية السعودية 2030. وأشار وزير المالية محمد الجدعان إلى أن الموازنة السنوية استندت إلى تقدير متحفظ لإيرادات النفط، مبينا أن العجز يعود إلى زيادات متعمدة في الإنفاق وليس إلى تقلبات أسعار النفط.
وبحسب تقرير الوزارة عن موازنة 2024، تخطط الحكومة لمواصلة أنشطة الاقتراض المحلي والخارجي لتلبية احتياجاتها التمويلية وإدارة العجز المتوقع في الموازنة.
ويهدف إلى الاستفادة من ظروف السوق لتوفير تمويل إضافي وسداد الديون أثناء تمويل المشاريع الاستراتيجية.
ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي الدين إلى 1.10 مليار ريال في العام المالي 2024، وهو ما يمثل 25.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقع نمو مطرد على المدى المتوسط لتلبية احتياجات التمويل.
وفي فبراير 2024، أكدت وكالة فيتش التصنيف الائتماني للمملكة العربية السعودية عند A+ مع نظرة مستقبلية مستقرة، مستشهدة بميزانيات عمومية مالية وخارجية قوية. وأكدت الوكالة أن الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي وصافي الأصول الأجنبية السيادية أعلى من المتوسط لتقديرات مماثلة.
ووفقاً لوكالة فيتش، تتمتع المملكة بواحدة من أعلى نسب تغطية الرصيد بين الجهات السيادية المصنفة من قبل وكالة فيتش، والتي تعادل 16.5 شهراً من المدفوعات الخارجية الحالية.
“مبشر الإنترنت. كاتب. مدمن كحول قوي. عاشق تلفزيوني. قارئ متطرف. مدمن قهوة. يسقط كثيرًا.”