Home اقتصاد التحوط وسط الأزمات الاقتصادية؟

التحوط وسط الأزمات الاقتصادية؟

0

تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية

كان للأزمات الاقتصادية العالمية عام 2022 تأثير كبير، مما دفع الدول العربية إلى زيادة احتياطياتها من الذهب. وقد ظهر ذلك جلياً في الدول العربية الثلاث، مصر والعراق والإمارات العربية المتحدة. تم شراؤها 97 طنًا إضافيًا من الذهب في ذلك العام. وقد لعب هذا الاستحواذ الكبير دوراً هاماً في النمو الإجمالي لاحتياطيات الذهب في الدول العربية.

ورفعت قطر، على وجه الخصوص، حيازاتها من الذهب إلى 91.7 طناً في عام 2022، محققة بذلك إنجازاً تاريخياً. مبينا أعلى مستوى تم تسجيله حتى الآن

وبالمثل، اعتمدت المملكة العربية السعودية نهجًا استراتيجيًا واشترت ما يقرب من 20 طنًا من الذهب بين أبريل ونوفمبر 2022. وتتماشى هذه الخطوة مع استراتيجيتهم الاستثمارية الجديدة، مع التركيز على تنويع وتعزيز ممتلكاتهم من خلال الاستحواذ على الذهب.

إن الاتجاه الحالي للدول العربية لاقتناء الذهب مدفوع بجهودها لتنويع احتياطياتها الدولية وتقليل الاعتماد على الأسواق المالية والبنوك الغربية. وأدت الضغوط التي تواجهها البنوك في الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى زيادة المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذه الشركات، سواء من خلال شراء الأسهم أو شهادات الإيداع أو الاحتفاظ بالودائع.

علاوة على ذلك، فإن الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة في أسواق النقد يؤثر سلباً على قيمة الاستثمارات في أسواق السندات السيادية، مما يثني البنوك المركزية العربية عن شراء الأصول مثل سندات الخزانة الأمريكية.

كما من المتوقع ارتفاع معدلات التضخم العالمية في عام 2022 اقترب 8.8 بالمئة، بحسب صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى تآكل القوة الشرائية للعملات الدولية الرئيسية مثل الدولار الأميركي واليورو.

ونتيجة لذلك، تحفز البنوك المركزية العربية على الاحتفاظ باحتياطيات الذهب كوثيقة تأمين تحمي قيمته على المدى الطويل.

وتمتد موجة شراء الذهب إلى ما هو أبعد من الحكومات العربية والبنوك المركزية. في الواقع، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، تجاوزت حيازات البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم من الذهب الذهب الأكبر مستوياتها في الفترة من عام 1974 إلى عام 2022، عندما صدم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون العالم بالتخلي عن معيار الذهب في عام 1971.

وبحسب إحصائيات المجلس، فإن الطلب العالمي على الذهب لا يزال كبيراً يعلو 18% بحلول عام 2022. والجدير بالذكر أن صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب حول العالم زادت بنسبة 152 في المائة في العام نفسه.

وقد يكون هذا بسبب زيادة الطلب العالمي على الذهب ضابط وارتفع متوسط ​​سعر الذهب السنوي للأوقية من 1,798.89 دولاراً في عام 2021 إلى 1,801.87 دولاراً في عام 2022. يشار إلى أن سعر الذهب استمر في الارتفاع خلال عام 2023 بسبب الاضطرابات الاقتصادية العالمية المستمرة، حيث وصل متوسط ​​السعر إلى ما يقرب من 1,923 دولار للأونصة. ابتداءً من مايو 2023.

وبالنظر إلى هذا المشهد الاقتصادي الدولي، فمن المفهوم لماذا تميل الدول العربية إلى زيادة ممتلكاتها من الذهب.

ومع ذلك، يؤكد معظم الخبراء على أهميته محامي الاحتفاظ بالذهب باعتباره سهماً استراتيجياً على المدى الطويل مع التحذير من المضاربة على تقلبات أسعاره على المدى القصير. على الرغم من أن الذهب يمكن أن يحمي قيمة الاحتياطيات من التضخم مع مرور الوقت، إلا أن الاحتفاظ به لفترات قصيرة يمكن أن يؤدي إلى خسائر بسبب تقلبات الأسعار المؤقتة، خاصة خلال فترات عدم الاستقرار المالي.

ولذلك فإن إدارة احتياطيات الذهب التي تحتفظ بها الحكومات والبنوك المركزية العربية تصبح مسألة مهمة. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان يتم الاحتفاظ بهذه الاحتياطيات للحفاظ على قيمتها في المستقبل البعيد أم لأغراض استثمارية قصيرة الأجل. بالإضافة إلى ذلك، قد يتساءل المرء عن الأهداف الكامنة وراء تراكم هذه الاحتياطيات وعمليات صنع القرار المرتبطة بها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here