الجمعة, نوفمبر 8, 2024

أهم الأخبار

التحديات الاجتماعية والسياسية والتكاليف الاقتصادية – جهود الإصلاح العربي


مقدمة

منذ تفشي جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية الشديدة في جميع أنحاء العالم، تم وضع السياسة الاجتماعية ودور الحكومة أثناء الأزمات في صدارة المناقشات السياسية والقانونية والتنموية. لقد كشفت الجائحة عن القدرات المحدودة للاقتصادات الحرة على التعامل مع مثل هذه الأزمات، وخاصة في تخفيف الخسائر على سبل عيش الفقراء والفئات الأكثر ضعفا. لكن في الجزائر، لا يقتصر الجدل الدائر حول السياسة الاجتماعية للدولة على الوباء فحسب، بل يغذيه الأزمة الاقتصادية التي اشتدت تدريجياً منذ عام 2014 مع انخفاض أسعار النفط. ومع مساهمة الدولة بأكثر من 95٪ من الميزانية، وصلت أسعار النفط إلى أقل من 40 دولارًا للبرميل في عام 2021، مما أدى إلى انخفاض احتياطيات الجزائر من النقد الأجنبي من 200 مليار دولار في عام 2012 إلى 40 مليار دولار في عام 2021. بسبب التضخم العالمي الشديد وفشل البرامج الاقتصادية المتعاقبة في ضمان استقلال الاقتصاد الجزائري عن السوق العالمية المتقلبة والحساسة للأزمات.

في أعقاب كوفيد-19، غيّر المجتمع الدولي والمنطقة العربية توجهاتهم، ودعوا إلى مزيد من التدخل الحكومي في الاقتصاد لحماية الفئات الضعيفة والطبقات العاملة التي تتعرض وظائفها وسبل عيشها للخطر. لكن في الجزائر، اتخذ النقاش اتجاها مختلفا تماما، حيث دعا إلى إصلاحات في نظام الدعم من خلال خفض الأموال المخصصة للرعاية الاجتماعية واستبدال سياسات الدعم الشاملة الحالية بالمساعدات الاجتماعية التي تقودها الدولة والتي تستهدف الفئات الأكثر استحقاقا. ولذلك، تنتظر الأسر الجزائرية، في نهاية كل عام، نشر قانون الموازنة العامة أو قانون الموازنة التكميلية في منتصف العام (في يوليوز)، حيث تحدد الحكومة مدى مسؤوليات الدولة في مجال السياسة الاجتماعية ومدى شدتها. من خطابها. إصلاح نظام المنح الاجتماعية. ومع ذلك، فإن العملية تنتهي دائمًا بنتيجتين:

  1. وقد ارتفعت أسعار بعض السلع المدعومة مثل الطاقة والوقود وتمت زيادة التعريفات الجمركية على السلع المستوردة، مما أثر بشكل رئيسي على الفئات الأكثر ضعفا وذوي الدخل الثابت بسبب تخفيض الدعم على هذه السلع.
  2. استحداث ضرائب ورسوم جديدة على السلع والخدمات. في حالة حدوث اضطرابات اجتماعية ناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود أو فرض ضرائب جديدة، يتدخل الرئيس لإلغاء أو تعليق الضرائب والرسوم التي تفرضها حكومته.
READ  وقد أبرمت DRSTC شراكة مع ICME لتوفير رعاية صحية عالمية المستوى للسكان المحليين

وتعثرت محادثات الحكومة بشأن إصلاح نظام الدعم منذ سنوات، مع تقلب أسعار الوقود في السوق العالمية. وينحسر هذا الحديث مع ارتفاع أسعار الوقود، ثم يعود إلى الظهور عندما تنخفض أسعار الوقود. ومن ثم، فباستثناء خفض الدعم على بعض السلع الأساسية، توقفت الإصلاحات. لماذا فشلت الحكومات المتعاقبة في الجزائر في إصلاح نظام الدعم الاجتماعي رغم اعترافها بعيوبه وتبعاته السلبية؟ لماذا تتخلى الحكومة عن برنامج إصلاح الدعم الاجتماعي عندما ترتفع أسعار الوقود؟ ما هي الحدود المحتملة للإصلاح وما هي معوقات تنفيذه؟ ما هي الوظائف الخفية (خاصة السياسية) لنظام المنح الاجتماعية في الجزائر؟

ستتناول كل ورقة من الأوراق الأربع التالية أحد هذه الأسئلة. الآراء المقدمة ليست متطابقة تماما، وأحيانا تختلف على بعض التفاصيل، لكنها جميعا تتناول القضية من زوايا مختلفة وتترك المجال للقراء لتكوين رأيهم الخاص.

تريس جديدتنطلق مقالة “السياسة الاجتماعية في الجزائر: خلفية تاريخية وأيديولوجية” من افتراض أن الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية متجذر في الظروف التاريخية المحيطة بتأسيسها، واستمراريتها تتجاوز التعددية والليبرالية. أداة يستخدمها الضباط. تعتبر المنح الاجتماعية أحد ركائز الثقافة السياسية للدولة الجزائرية. ومن الصعب على أي نظام سياسي – ديمقراطي أو استبدادي، ليبرالي أو يساري – أن يزيل أو يقلل بشكل كامل من هذه الأنواع من تدخلات السياسة الاجتماعية. هذا لا يعني أن الحكومة لا تستطيع أو لن تستخدم هذه القضية كأداة سياسية، خاصة منذ أكتوبر 1988، عندما كانت تعاني من أزمة دستورية. وبالفعل، في ذلك الوقت، تم تكريس التعددية السياسية في دستور فبراير 1989. ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى انتقال فعلي للسلطة.

في العناصر النوعية لمقاربة اجتماعية سياسية لنظام المنح الاجتماعية في الجزائر,زين الدين خرشي محاولات لوضع عدة فرضيات لتحليل إشكالية سياسة الدعم الاجتماعي من منظور سياسي سوسيولوجي، “انطلاقا من المناقشة العامة المبالغ فيها لهذه السياسات والممارسات من منظور اقتصادي وتكنولوجي في الجزائر، متجاهلة ومتجاهلة على ما يبدو البعد السوسيولوجي. – في الإعلام والأوساط الأكاديمية – سياسة كل أنشطة وسياسات الدعم في السياق الجزائري. ويرى أنه في الجزائر أو غيرها، لا يمكن معالجة نظام الدعم الاجتماعي دون النظر إلى شكل السلطة السياسية، وطبيعة الدولة واقتصادها السياسي والنموذج الاقتصادي السائد. كارشي ويؤكد أن السياسة مهما كانت سخية في الجزائر، رغم مكاسبها، فإنها لا تستطيع أبدا إخفاء الوظيفة السياسية التي تؤديها. إنه نتاج ثانوي للاقتصاد الجزائري الريعي والنظام السياسي الحالي القائم على الأبوية الجديدة والزبائنية، وهو ما يميز التاريخ السياسي الجزائري الحديث.

READ  ADA تستعد لاختبار 2 دولار في منتصف حكم صعودي محتمل

بناءً على التحليل الكمي والنوعي للإحصاءات والبيانات المالية، خبير مصرفي صلاح بوجينيايحاول على ورقته “سياسات الدعم الاجتماعي في الجزائر: الحدود المالية والميزانيات المحاسبية” لإظهار صعوبة الحفاظ على سياسة الدعم الاجتماعي بشكلها الحالي في الاقتصاد الجزائري – خاصة فيما يتعلق بالموازين المالية. ويرى أن مراجعة وإصلاح نظام الدعم الحالي أمر ضروري ضروري، لكن الإصلاح سيكون مقيدًا بعنصرين: قيود الميزانية وسقوف التمويل المتاح. تقدم بوقنيعة برامج يمكن تنفيذها إذا كانت الحكومة جادة في مراجعة نظام الدعم الحالي.

حسن هامي لقد أصبح خطاب الحكومة السنوي حول إصلاح نظام المنح الاجتماعية مع الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة “عبارة ثابتة وضرورية” في الخطاب السياسي، لكنه لم يترجم إلى خطة عمل واضحة. ويقول إن الظروف الحالية تمنع السلطات من مراجعة سياسات الدعم لعدد من الأسباب، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والسياسية الحالية (مرحلة ما بعد الحراك)، فضلا عن الصعوبات الفنية الأخرى في تنفيذ الضمان الاجتماعي المستهدف. نظام. وبعد مراجعة السياق التاريخي للحالة الاجتماعية في الجزائر وعلاقتها بنظام المستأجر وبنية الدعم الاجتماعي، خلص إلى أن نظام الدعم الاجتماعي الحالي لا يمكن إصلاحه إلا من خلال الابتعاد عن النموذج الاقتصادي الراسخ والبيروقراطي. بعيداً عن التدابير التقديرية والشعبوية – إلى نموذج سوق تنافسي بخطط واضحة متجذرة في البيانات والجداول الزمنية.

بشكل عام، يسعى هذا المنشور إلى إثارة النقاش حول المنح الاجتماعية في الجزائر من خلال تسليط الضوء على العناصر المعرفية والعملية ذات الصلة. ونأمل أن تساهم في توسيع نطاق تفكيرهم حول هذه القضية المكلفة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا للسياسات العامة في الجزائر.

آخر الأخبار
أخبار ذات صلة