إن المسار الإيجابي للعراق هو بمثابة منارة للأمل
يتجه العراق نحو تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتتمثل إحدى الركائز الأساسية لتحول البلاد في نهجها في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وإعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية، وبالتالي تمهيد الطريق للنمو المستدام وتحسين نوعية حياة مواطنيها.
وفي العام الماضي، وافق البرلمان على ميزانية قياسية للأعوام من 2023 إلى 2025، في خطوة كبيرة تشير إلى التزام السلطات العراقية بتنمية البلاد. وتخصص هذه الميزانية التاريخية، التي يبلغ مجموعها 198.9 تريليون دينار عراقي (153 مليار دولار)، أموالا كبيرة. مشاريع البنية التحتية الحيوية وتوسيع القطاع العام.
ومع التوقعات بأن يتضاعف عدد سكان العراق بحلول عام 2050، فإن تخصيص الموارد لتطوير البنية التحتية ليس ضرورة فحسب، بل إنه ضرورة استراتيجية.
لا يمكن المبالغة في أهمية هذه الميزانية. فأولا، بسبب عقود من نقص الاستثمار، هناك حاجة ماسة إلى البنية التحتية في البلاد لإصلاحها وتحديثها. ويتم إهمال الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة، مما يعيق النمو الاقتصادي ويعوق التقدم الاجتماعي.
ومن خلال إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية، تضع الحكومة الأساس لعراق أكثر مرونة وازدهارًا وقادرًا على استيعاب العدد المتزايد من السكان وتعزيز التنوع الاقتصادي.
ومن خلال إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية، تضع الحكومة الأساس لبناء عراق أكثر مرونة وازدهارًا.
دكتور. ماجد ربزاده
ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن خطة توظيف أكثر من نصف مليون موظف جديد في القطاع العام تؤكد التزام الحكومة بمعالجة البطالة وتحسين الخدمات العامة. إن خلق هذه الوظائف لن يؤدي إلى خفض البطالة فحسب، بل إنه سيؤدي أيضاً إلى تحفيز الإنفاق الاستهلاكي، وتحفيز الطلب، وتحفيز النمو الاقتصادي.
ثانياً، شرعت الإدارة العراقية في حملة حازمة لمعالجة الفساد، معترفة بأنه لا يعيق التنمية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تآكل ثقة الجمهور في المؤسسات الحكومية. فالفساد يحول موارد قيمة عن الخدمات العامة الأساسية ويعمل كرادع كبير للمستثمرين المحتملين من خلال تقويض الثقة في عدالة وشفافية بيئة الأعمال.
تعتبر جهود مكافحة الفساد ركيزة أساسية للحكم الرشيد. إن استعادة المساءلة والشفافية والسلوك الأخلاقي هي شروط مسبقة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز بيئة مواتية لنمو الأعمال والاستثمار.
إن النهج المتعدد الجوانب الذي تتبعه الإدارة العراقية لمكافحة الفساد، والذي يهدف إلى استئصال الفساد على جميع مستويات الحكومة، يشمل إصلاحات داخل الوكالات الحكومية المكلفة بمكافحة الفساد، وقواعد أكثر صرامة بشأن الإفصاحات المالية لكبار المسؤولين، وإنشاء قوة أمنية خاصة مخصصة لذلك. . التحقيق في قضايا الفساد.
لقد بعثت هذه الإجراءات برسالة واضحة مفادها أنه لن يتم التسامح مع الفساد وسيتم محاسبة مرتكبيه. والقضية الحاسمة هنا هي أن قمع الفساد لا يؤدي إلى استعادة الثقة في الحكم العراقي فحسب، بل ويجعل البلاد أيضاً أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب. وبعبارة أخرى، فإن الشفافية والمساءلة هما حجر الزاوية في مناخ استثماري مزدهر، ويعتبر التزام العراق بالتمسك بهذه المبادئ بمثابة شهادة على جديته بشأن الإصلاحات والتقدم.
بالإضافة إلى ذلك، وإدراكاً للحاجة إلى التنويع والتنمية المستدامة، شرعت السلطات العراقية في مبادرات طموحة تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي وبناء شراكات دولية. إحدى هذه المبادرات هي مشروع طريق التنمية، وهو مبادرة واسعة النطاق للبنية التحتية تهدف إلى تعزيز أهمية العراق الجغرافية الاقتصادية وتحسين الاتصال.
إن المسار الإيجابي للعراق هو شهادة على صمود وتصميم هذه الأمة وشعبها.
دكتور. ماجد ربزاده
ويمثل المشروع خطوة مهمة في رحلة العراق نحو التنويع الاقتصادي والتكامل العالمي. وهذا له هدف مزدوج يتمثل في تقليل اعتماد البلاد على عائدات النفط وفي الوقت نفسه تعزيز مكانة العراق كحلقة وصل رئيسية للتجارة الإقليمية والدولية.
يتمتع العراق بموقع استراتيجي على مفترق الطرق بين الخليج وآسيا وأوروبا، ويوفر مزايا متأصلة كنقطة عبور للبضائع والسلع. ومن خلال الاستفادة من هذا الموقع الجغرافي المناسب، يسعى مشروع طريق التنمية إلى تسخير الإمكانات الكاملة للنقل والتجارة والخدمات اللوجستية، وبالتالي فتح مصادر إيرادات غير مستغلة سابقًا وتعزيز التوسع الاقتصادي.
ومن خلال تطوير البنية التحتية الحديثة للنقل والشبكات اللوجستية، تشمل تطلعات العراق تبسيط التدفقات التجارية وخفض التكاليف وتحسين الكفاءة.
ومن خلال القيام بذلك، لن يتمكن العراق من تقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد المفرط على النفط فحسب، بل سيعمل أيضا على تنويع اقتصاده، وتعزيز قدرته على الصمود في مواجهة الصدمات الخارجية، وإرساء الأساس لمستقبل أكثر ازدهارا.
إن الشراكات التي تمت صياغتها مع الشركاء الأجانب، بما في ذلك الصين على وجه الخصوص، تجسد التزام العراق الراسخ بتعزيز التعاون الدولي القوي الذي يهدف إلى تحقيق الرخاء المتبادل. ويمثل هذا التعاون توافقاً استراتيجياً للمصالح، حيث يسعى العراق إلى الاستفادة من خبرات الشركاء الأجانب ومواردهم والتقدم التكنولوجي لتحقيق أهدافه التنموية.
ومن خلال الانخراط في مشاريع مشتركة تشمل مشاريع البنية التحتية، ومبادرات الاستثمار، ونقل التكنولوجيا، يستعد العراق لجني فوائد متعددة الأوجه تتجاوز مجرد المكاسب الاقتصادية.
ومن خلال هذه الشراكات، يمكن للبلاد الوصول إلى أحدث التقنيات وأفضل الممارسات والحلول المبتكرة، وبالتالي تعزيز قدرتها على التنمية المستدامة وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية. علاوة على ذلك، فإن هذه التعاونات تسهل نقل المعرفة وتنمية المهارات وتنمية رأس المال البشري، وبالتالي تمكين العراق من بناء اقتصاد أكثر مرونة وديناميكية قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.
ومن خلال تبني نهج تعاوني في التعامل مع المشاركة الدولية، فإن العراق لا يعزز الرخاء المتبادل فحسب، بل يعزز أيضا مكانته كلاعب رئيسي على المسرح العالمي.
ومن خلال إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية، ومكافحة الفساد، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، يضع العراق الأساس للنمو المستدام والازدهار. ومع استمرار الأمة في طريق الإصلاح والتجديد، فإنها تكون بمثابة منارة الأمل. إن المسار الإيجابي للعراق هو شهادة على تصميم وتصميم هذه الأمة وشعبها.
- دكتور. مجيد ربزاده هو عالم سياسي إيراني أمريكي تلقى تعليمه في جامعة هارفارد. عاشرا: @Dr_Rafizadeh
إخلاء المسؤولية: الآراء التي عبر عنها الكتاب في هذا القسم خاصة بهم ولا تعكس بالضرورة آراء عرب نيوز.