وقد أصيب أبو غريب بالرعب عندما شاهدت صورة مروعة لأسير غزة الجريح نصف عار
وعلى الرغم من حكم محكمة العدل الدولية الذي أصدرته الشهر الماضي، فإن الصور والأخبار المروعة عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ما زالت تتوالى من غزة، حيث تتواصل الهجمات الإسرائيلية لليوم الثاني والعشرين بعد المائة.
وتثير الانتهاكات الإسرائيلية في غزة تساؤلات حول مدى الالتزام بقرار محكمة العدل الدولية [Getty]
يسلط رجل فلسطيني جريح، مقيد اليدين ومجرد من ملابسه الداخلية، الضوء على الانتهاكات المستمرة في غزة على الرغم من حكم المحكمة العليا العالمية الشهر الماضي بإنهاء الهجوم الإسرائيلي الوحشي.
ويظهر في الصورة جندي إسرائيلي يجلس على كرسي ويقف فوقه فلسطيني جريح نصف عار.
وبحسب ما ورد تم التقاطه في مدرسة في مدينة غزة وأعاد ذكريات سجن أبو غريب بالقرب من بغداد عندما تعرض السجناء العراقيون للإهانة والتعذيب على يد الحراس الأمريكيين.
وشارك المراسل يونس دراوي لقطات لجنود إسرائيليين وهم يأخذون رجلا فلسطينيا لم يذكر اسمه، أصيب بشظايا ولكن ليست خطيرة.
وفي أواخر العام الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات الرجال الفلسطينيين خلال حملة اعتقالات واسعة النطاق في مدينة غزة، وأجبرتهم على خلع ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية، معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي.
انتشرت صور الرجال المحتجزين في ملعب كرة القدم على نطاق واسع.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الصور أظهرت استسلام أعضاء حماس المشتبه بهم. ومن بينهم مراسل غزة ضياء الكحلود العرب الجدد خدمة الأخت اللغة العربية بعد إطلاق سراحها تحدثت عن محنتها.
ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل مثل هذه الحوادث من الانتهاكات أمام الكاميرات مرات لا تحصى.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية الأسبوع الماضي إلى إجراء تحقيق دولي في “المجازر الإسرائيلية” بعد اكتشاف مقبرة جماعية في غزة.
العثور على 30 جثة داخل أكياس جثث في مدرسة شمال قطاع غزة. وتشير بعض التقارير إلى أن الضحايا كانوا معصوبي الأعين وتعرضوا للتعذيب قبل قتلهم.
“أبو غريب غزة”
وقارن مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الصور المروعة بحادثة التعذيب الشهيرة في أبو غريب خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2004.
بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أثارت الصور الصادمة لانتهاكات الحقوق والتقارير عن المقابر الجماعية تساؤلات حول مدى امتثال إسرائيل لحكم محكمة العدل الدولية بعد أن اتهمتها جنوب أفريقيا بارتكاب إبادة جماعية.
وتواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق وتعذيب السجناء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، حيث يمكن احتجاز المعتقلين لأجل غير مسمى دون توجيه اتهامات إليهم.
ويأمر الحكم الصادر في 26 يناير/كانون الثاني إسرائيل باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية وتنفيذ التدابير بسرعة لضمان حصول مواطني غزة على الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.
وطالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالحفاظ على أدلة الإبادة الجماعية وتقديم تقرير عن امتثالها خلال شهر واحد.
وعلى الرغم من ذلك، فإن عدد القتلى من الغارات الجوية الإسرائيلية مستمر في الارتفاع، وفي الأسبوع الماضي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أنه يحول انتباه جيشه إلى مدينة رفح الجنوبية في قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي غير المسبوق إلى مقتل 27500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
ودمر الانفجار جزءا كبيرا من البنية التحتية للإقليم، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمنازل، مما جعلها غير صالحة للسكن.