الرياض: أظهر تحليل جديد أن مؤشر التقاعد العالمي للمملكة العربية السعودية ارتفع إلى 60.5 في عام 2024 من 59.5 في العام الماضي، مدفوعًا بالإصلاحات المستمرة.
ووفقاً لأحدث مؤشر للمعاشات التقاعدية العالمي الصادر عن معهد ميرسر CFA، فقد تمت ترقية تصنيف نظام التقاعد في المملكة من C إلى C+، وهو نفس تصنيف الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا.
يُعرّف الكود C+ بأنه نظام ذو ميزات جيدة، ولكن هناك مخاطر كبيرة يجب الانتباه إليها.
يتضمن نظام التقاعد في المملكة العربية السعودية معاشاً تقاعدياً على أساس الدخل ومكافأة مقطوعة – حيث يحصل أولئك الذين لا يتأهلون للحصول على دفعات شهرية على مكافأة لمرة واحدة.
وفي يوليو/تموز، رفعت سن التقاعد لموظفي الحكومة والقطاع الخاص من 60 إلى 65 عاما، كجزء من إصلاح رؤية 2030 الرئيسي الذي يهدف إلى ضمان الاستدامة وتحسين الظروف المعيشية للمتقاعدين.
ورفع الإصلاح فترة الاشتراك المطلوبة للتقاعد المبكر من 25 إلى 30 عاما، بهدف تشجيع المشاركة في القوى العاملة لفترة أطول، وبالتالي تقليل الضغوط المالية على نظام التقاعد.
وقال طارق لطفي، رئيس شركة ميرسر في الهند والشرق الأوسط وأفريقيا: “تواصل المملكة العربية السعودية إحراز تقدم في إصلاح وتحسين نظام التقاعد لديها وستستفيد من توفير خيارات معاشات تقاعدية خاصة إضافية لأنظمة التقاعد الحالية”.
وأضاف: “مع تنفيذ هذه الإصلاحات، فإنها ستوفر أداة مهمة للاحتفاظ بالمواهب في سوق العمل الذي يشهد وفرة في العرض في المملكة ودعم الأهداف الأوسع لاستراتيجية رؤية 2030 من خلال المساهمة في الرفاهية المالية لمواطنيها”.
وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة 28 في المؤشر الذي يقارن بين 48 نظام معاشات تقاعدية حول العالم. وارتفعت درجة الاستدامة إلى 58 من 54.9 بسبب عوامل مثل زيادة القوى العاملة النسائية، والبيانات الديموغرافية المحدثة، والوضوح بشأن ترتيبات التقاعد.
واحتلت المملكة المرتبة 20 في المؤشر الفرعي للاستدامة، لكنها احتلت المرتبة 32 في الاكتفاء، والمرتبة 42 في النزاهة. وشدد ميرسر على أن المملكة يمكن أن تحسن نتائجها من خلال زيادة الدعم للمتقاعدين ذوي الدخل المنخفض وزيادة مشاركة القوى العاملة بين العمال الأكبر سنا.
ويحلل نظام تصنيف ميرسر عوامل مثل التصميم والدعم الحكومي وملكية المنازل، في حين يأخذ مؤشر الاستدامة في الاعتبار عوامل مثل تغطية المعاشات التقاعدية والديون الحكومية والنمو الاقتصادي.
تقوم النزاهة بتقييم المؤشر الفرعي والتحكم والإدارة والأمن والاتصالات وتكاليف التشغيل.
وقالت كلوديا مالدونادو، رئيسة الادخار والمعاشات التقاعدية: “مع تعداد السكان الشباب وارتفاع نسبة المشاركة في القوى العاملة، تتمتع المملكة العربية السعودية بوضع ممتاز لمراقبة التحديات التي يواجهها أقرانها في العالم وتحسين نظام المعاشات التقاعدية وفقًا لذلك”. ميرسر في الشرق الأوسط.
وحدد ميرسر عددًا من التدابير التي يمكن للدولة تنفيذها لتحسين درجة المؤشر الإجمالية، بما في ذلك زيادة الحد الأدنى من الدعم لكبار السن من ذوي الدخل المنخفض ورفع معدل المشاركة في القوى العاملة بين كبار السن مع زيادة متوسط العمر المتوقع.
وأشار التقرير إلى أن تحسين التواصل مع الأعضاء فيما يتعلق بترتيبات التقاعد الخاصة سيلعب دوراً رئيسياً في رفع النتيجة الإجمالية للمؤشر في السنوات المقبلة.
وأشاد تقرير أصدره البنك الدولي في يوليو/تموز بإصلاحات نظام التقاعد في المملكة العربية السعودية، وقال إنها تطور مثير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف صندوق النقد الدولي أن تحقيق نظام أقوى يتطلب اتخاذ تدابير إضافية، بما في ذلك تنويع صناديق التقاعد وتصميم آليات التكيف وتعزيز خيارات الادخار الخاص.
وجاء في مدونة البنك الدولي “يمكن لهذه التدابير أن توفر قدرا أكبر من المرونة والحماية لتلبية الاحتياجات المتنوعة للسكان. ومن خلال تبني نهج شامل يوازن بين الاستدامة المالية والعدالة الاجتماعية، يمكن للبلدان توفير حماية أفضل ضد المخاطر الاقتصادية والديموغرافية والسياسية”.
وأضاف: “مثل هذه المبادرات تشكل سابقة لسياسات التفكير المستقبلي التي يمكن للدول الأخرى اتباعها لتحسين أطر الضمان الاجتماعي الخاصة بها، والمملكة العربية السعودية، بإصلاحاتها الأخيرة، تشكل مثالاً جيدًا للمناطق الأخرى”.
الاتجاهات الناشئة
كشف تقرير ميرسر أن معظم أنظمة التقاعد في جميع أنحاء العالم تبتعد عن خطط المزايا المحددة وتتجه نحو ترتيبات المساهمة المحددة.
وقالت رئيسة معهد CFA ومديرها التنفيذي مارغريت فرانكلين: “إن الانتقال المستمر إلى خطط التقاعد ذات المساهمة المحددة يطرح العديد من تحديات التخطيط المالي التي تقع بشكل مباشر على عاتق متقاعدي الغد”.
وأضاف: “تتطلب خطط العاصمة من الأفراد اتخاذ قرارات تخطيط مالي معقدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على ظروفهم المالية، ومع ذلك فإن العديد من الأفراد ليسوا مجهزين بشكل جيد لإدارة القرارات اللازمة”.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أشار التقرير إلى أنه مع عيش الناس لفترة أطول، فإن زيادة المرونة والتخصيص التي توفرها برامج العاصمة ستصبح ذات أهمية متزايدة.
وقال ميرسر إن مفهوم التقاعد يتطور، حيث ينتقل العديد من الأفراد تدريجياً إلى التقاعد أو يعودون إلى العمل بصفات مختلفة بعد تقاعدهم الأولي.
وأشار التقرير إلى أن هذه المخططات توفر أيضًا فوائد أساسية للعاملين في الأعمال المؤقتة والعقود الذين غالبًا ما يتم استبعادهم من مخططات قواعد البيانات التقليدية.
وقال ديفيد نوكس، المؤلف الرئيسي للدراسة: “هناك حاجة إلى إصلاحات كبيرة في نظام دخل التقاعد لتلبية الاحتياجات المالية للمتقاعدين وتوقعاتهم الوظيفية المتطورة. لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لوضع أنظمة التقاعد على أرضية أكثر صلابة”. دراسة وشريك كبير في ميرسر.
وأضاف: “لقد حان الوقت لكي تجتمع الحكومات وصناع السياسات وصناعة معاشات التقاعد وأصحاب العمل معًا”.
وأشار التحليل إلى أن متوسط العمر المتوقع الأطول وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف الصيانة قد فرض ضغوطًا إضافية على الميزانيات الحكومية لدعم خطط التقاعد، مما أدى إلى انخفاض إجمالي النتيجة قليلاً هذا العام.
منظور عالمي
ووفقا لميرسر، احتفظت هولندا بالمركز الأول في المؤشر برصيد إجمالي قدره 84.8 ودرجة A، تليها أيسلندا والدنمارك في المركزين الثاني والثالث برصيد 83.4 و81.6 على التوالي.
وقال ميرسر: “لا يزال نظام التقاعد الهولندي نظامًا ممتازًا حيث ينتقل من هيكل DB إلى نهج DC الخاص. يتمتع النظام بلوائح قوية ويوفر للمشاركين إرشادات فيما يتعلق بمعاشاتهم التقاعدية”.
واحتلت إسرائيل المركز الرابع، تليها سنغافورة وأستراليا وفنلندا في المركز الخامس والسادس والسابع على التوالي.
واحتلت النرويج المركز الثامن وتشيلي المركز التاسع والسويد المركز العاشر.
وتحتل الصين المرتبة 31 في القائمة، تليها الهند واليابان في المرتبتين 48 و36 على التوالي.