الرياض: من المتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 1.4 في المائة في الربع الأول من عام 2024 – وهو أعلى من دول مجموعة العشرين ككل، وفقًا لبيانات جديدة.
وأصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أحدث تقرير للناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة العشرين، والذي أظهر أن المملكة تعافت من انكماش بنسبة 0.6 بالمئة في فترة الثلاثة أشهر السابقة.
ونما الناتج المحلي الإجمالي في منطقة مجموعة العشرين بنسبة 0.9 في المائة في الربع الأول من عام 2024، ارتفاعا من 0.7 في المائة في الربع السابق.
ويعتمد الأداء الاقتصادي لمنطقة مجموعة العشرين في المقام الأول على الصين والهند، في حين سجلت تركيا وكوريا وإندونيسيا أيضًا نموًا أعلى في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بمتوسط مجموعة العشرين.
وتصدرت تركيا الطريق بزيادة قدرها 2.4 في المائة، تليها الهند بنسبة 1.9 في المائة، والصين بنسبة 1.6 في المائة، وكوريا بنسبة 1.3 في المائة، وإندونيسيا بنسبة 1.2 في المائة.
وبينما تمتعت المملكة العربية السعودية بتعافي كبير، يسلط التقرير الضوء على أن دول مجموعة العشرين الأخرى تواجه ظروفًا اقتصادية مختلفة.
وشهدت الولايات المتحدة تباطؤا، حيث تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.3 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام مقابل 0.8 بالمئة في الربع السابق.
وانكمش الاقتصاد الياباني بنسبة 0.5 في المائة، في حين انكمش اقتصاد جنوب أفريقيا بنسبة 0.1 في المائة.
في المقابل، أظهرت البرازيل والمملكة المتحدة وألمانيا علامات انتعاش في الربع الأول من عام 2024 بعد انكماشات في فترة الأشهر الثلاثة السابقة، حيث وصل النمو إلى 0.8 في المائة و0.6 في المائة و0.2 في المائة على التوالي.
ونمت كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي 0.4 بالمئة و0.3 بالمئة و0.3 بالمئة على التوالي في الأشهر الثلاثة حتى نهاية مارس بعد نمو صفر في الربع الأخير من 2023.
وعلى أساس سنوي، نما الناتج المحلي الإجمالي في منطقة مجموعة العشرين بنسبة 3.3 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، محافظا على نفس معدل النمو كما في الربع السابق.
ومن بين اقتصادات مجموعة العشرين، سجلت الهند معدل نمو قدره 8.4 في المائة في الربع الأول من عام 2024، تليها تركيا بنسبة 7.4 في المائة.
ومع ذلك، سجلت المملكة العربية السعودية أكبر انخفاض على أساس سنوي بنسبة 1.5 في المائة.
وبحسب تقرير منفصل للهيئة العامة للإحصاء نشر في يونيو/حزيران، ارتفعت الأنشطة غير النفطية في المملكة 0.9 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام مقارنة بالربع السابق.
بالإضافة إلى ذلك، نمت الأنشطة غير النفطية بنسبة 3.4% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024.
وأشارت الهيئة العامة للإحصاء أيضًا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بلغ 1.01 تريليون ريال سعودي (270 مليار دولار) في الربع الأول.
وقالت الهيئة العامة للإحصاء في التقرير إن أنشطة النفط الخام والغاز الطبيعي شكلت أعلى مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 23.4 في المائة، تليها الأنشطة الحكومية بنسبة 15.8 في المائة، تليها أنشطة تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق بنسبة 10.4 في المائة. .
يعد تعزيز القطاع الخاص غير النفطي أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للمملكة العربية السعودية حيث قامت المملكة بتنويع اقتصادها بشكل مطرد لتقليل اعتمادها على النفط لعقود من الزمن.
وأشار التقرير كذلك إلى أن النشاط الحكومي في السعودية ارتفع بنسبة 2 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول، بينما انخفض بنسبة 1.1 في المائة على أساس ربع سنوي.
وأضافت الهيئة العامة للإحصاء أن الأنشطة النفطية للمملكة ارتفعت بنسبة 1.7 بالمائة في الربع الأول مقارنة بالربع السابق.
لكن النشاط النفطي انخفض 11.2 بالمئة على أساس سنوي مع خفض السعودية إنتاجها من الخام تماشيا مع قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، فيما يعرف مجتمعة بأوبك+.
وللحفاظ على استقرار السوق، خفضت المملكة العربية السعودية إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميا في أبريل 2023، وتم تمديد الخفض الآن حتى ديسمبر 2024.
وفي أبريل، توقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 2.6 بالمئة في 2024 و6 بالمئة في 2025.
وفي الشهر نفسه، رفع البنك الدولي أيضًا توقعات نمو اقتصاد المملكة إلى 5.9 بالمئة في 2025، ارتفاعًا من توقعات سابقة بلغت 4.2 بالمئة.
كما ارتفع إجمالي تكوين رأس المال الثابت في المملكة العربية السعودية إلى 317.5 مليار ريال في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 7.9 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقاً لتقرير منفصل صادر عن وزارة الاستثمار السعودية صدر في وقت سابق من هذا الشهر، فإن التوسع في إجمالي تكوين رأس المال الثابت كان مدفوعاً بالنمو في كل من القطاعين الحكومي وغير الحكومي.
يلعب GFCF، الذي يشير إلى الزيادة الصافية في صافي الأصول داخل الاقتصاد، دورًا مهمًا في الناتج المحلي الإجمالي لأنه يعكس القدرات الإنتاجية المستقبلية وتراكم رأس المال لدعم النمو الاقتصادي.
ومن إجمالي إجمالي رأس المال الثابت، ساهم القطاع العام بنسبة 7 في المائة وتمتع بنمو قوي بنسبة 18 في المائة. وفي الوقت نفسه، شهد القطاع غير الحكومي بنسبة 93 في المائة زيادة كبيرة بنسبة 7.2 في المائة.
أدت الجهود الاستباقية التي بذلتها المملكة العربية السعودية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتعزيز العلاقات الثنائية إلى تعزيز المسار الاقتصادي للمملكة بشكل كبير.
ويعمل الاستثمار الأجنبي المباشر كحافز مهم لتنمية الصندوق، وتمويل المشاريع الاستثمارية وتسهيل نقل الموارد والمعرفة عبر الحدود، وبالتالي تعزيز التوسع والنضج الاقتصادي.
وتلعب المبادرات الرئيسية مثل استراتيجية الاستثمار الوطنية وبرنامج المقر الإقليمي وحوافز ضريبة الدخل الصفرية للشركات الأجنبية دورًا رئيسيًا في تعزيز رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتوسيعه.
وخلال الربع، أصدرت وزارة الاستثمار 3157 رخصة استثمارية، بزيادة 93% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي تقريرها الاقتصادي والاستثماري الذي صدر في نهاية مايو، سيطر قطاع البناء والتصنيع على 47% من إجمالي التصاريح، يليه الأنشطة المهنية والتعليمية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدمات الإقامة والمواد الغذائية، ومبيعات الجملة والتجزئة. تجارة.
وشهد قطاع العقارات أكبر نمو على أساس سنوي، مع زيادة بنسبة 253.3 في المائة في تراخيص الاستثمار.
كما حصلت 127 شركة عالمية على موافقات لنقل مقارها الإقليمية إلى المملكة العربية السعودية في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 477 بالمائة على أساس سنوي.
وتعمل أيضًا شركات رائدة مثل Google، وMicrosoft، وAmazon، بالإضافة إلى Northern Trust، وBechtel، وIHG Hotels & Resorts، وDeloitte في المملكة بموجب هذا المخطط.
ويسلط التقرير الضوء على أن المملكة العربية السعودية عالجت 445 طلبًا للحصول على تأشيرات زيارة للمستثمرين في الربع الأول من هذا العام، مما ساعد رجال الأعمال الأجانب على استكشاف الفرص المتاحة في البلاد.