الرياض: كشف تحليل جديد أنه من المتوقع أن ينتعش سوق العقارات في المملكة العربية السعودية في النصف الثاني من هذا العام، مدفوعاً بالأداء القوي في القطاعين النفطي وغير النفطي.
توقع المركز المالي الكويتي، المعروف أيضًا باسم ماركوس، في تقريره الجديد، استمرار النمو في قطاع العقارات في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تقود المملكة والكويت والإمارات العربية المتحدة الطريق.
ويعتمد النمو على أساسيات الاقتصاد الكلي القوية والسياسات الحكومية الداعمة وزيادة اهتمام المستثمرين، وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة ماركوس مينا العقارية وشركة الأبحاث مارمور مينا إنتليجنس ومقرها الهند.
ومن المتوقع أن تبلغ درجات مؤشر ماركوس العقاري الكلي للنصف الثاني من عام 2024 3.5 للكويت، و3.7 للإمارات العربية المتحدة، و3.6 للمملكة العربية السعودية، مما يشير إلى تحسن قوي في سوق العقارات.
وتظهر النتيجة المستقرة لدولة الإمارات العربية المتحدة البالغة 3.7 القوة المستمرة وإمكانات النمو المستدام في هذه الأسواق الرئيسية لدول مجلس التعاون الخليجي، في حين تشهد الكويت والمملكة العربية السعودية تحسناً من درجتي 2.9 و3.55 على التوالي في النصف الأول.
بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يعد تطوير القطاع العقاري أمرًا مهمًا لأنها تهدف إلى أن تصبح وجهة عالمية للأعمال والسياحة والاستثمار بما يتماشى مع رؤية 2030.
وقال ماركوس: “في المدن السعودية الرياض وجدة والدمام، شهد القطاع السكني زيادة كبيرة على أساس سنوي في معاملات البيع بنسبة 77 في المائة و93 في المائة و28 في المائة على التوالي في الربع الأول من عام 2024”. قال.
وأضافت شركة إدارة الأصول والخدمات المصرفية الاستثمارية: “لقد تعزز قطاع المكاتب أيضًا بسبب ارتفاع الإيجارات في العقارات الراقية والمتوسطة في هذه المدن”.
وذكر تقرير حديث لوزارة الاستثمار أن 57 شركة عالمية أنشأت مقراتها الإقليمية في المملكة العربية السعودية في الربع الثاني من العام الجاري، بزيادة قدرها 84 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي.
قدم برنامج المقر الإقليمي حوافز ضريبية جديدة للشركات متعددة الجنسيات التي تنتقل إلى المملكة، بما في ذلك الإعفاء لمدة 30 عامًا من ضريبة دخل الشركات، والإعفاءات الضريبية المتعلقة بعمليات المقر الرئيسي، والحسومات وخدمات الدعم.
وقال ماركوس إن هذه الزيادة في الإيجار كانت مدفوعة جزئيًا بمبادرة المقرات الإقليمية الجديدة، وهي جزء من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تم إطلاقها في أوائل عام 2024.
وقالت إن قطاع الضيافة في المملكة شهد نمواً كبيراً في الربع الأول من هذا العام، حيث تصدرت الرياض الطريق بزيادة قدرها 26.8 بالمائة في متوسط الأسعار اليومية.
وكان الدافع وراء هذا الارتفاع هو زيادة سفر رجال الأعمال، والسياحة الدينية من الحج والعمرة المسلمين، وقائمة نابضة بالحياة من الأحداث الدولية والثقافية.
وأضافت الشركة الكويتية أن توقعات سوق العقارات في المملكة العربية السعودية لا تزال إيجابية وسيستمر الأداء القوي حتى أواخر عام 2024، مدفوعًا بالنشاط القوي في القطاع غير النفطي والإنفاق الحكومي الكبير على البنية التحتية.
وأضاف ماركوس: “من المعتقد أن السوق يمر بمرحلة متسارعة، مما يشير إلى فترة ديناميكية من النمو”.
ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية بنسبة 2.6 بالمئة في 2024، متعافيا من الانكماشات السابقة، ويتوقع نموا بنسبة 8.1 بالمئة في العام المقبل، نقلا عن توقعات صندوق النقد الدولي.
وقال ماركوس “ينعكس هذا الانتعاش الاقتصادي في المجال العقاري، حيث أفادت الهيئة العامة للإحصاء أن مؤشر أسعار العقارات ارتفع بنسبة 0.6 في المائة في الربع الأول من عام 2024، فيما ارتفعت أسعار الأراضي السكنية بنسبة 1.2 في المائة”. .
عقارات الإمارات العربية المتحدة
ويتوقع “المركز” أن يستمر قطاع العقارات في دولة الإمارات في النمو حتى عام 2024، مدفوعاً بالطلب القوي في القطاعات السكنية والمكاتب والضيافة.
وقال التقرير: “من المتوقع أن يحافظ الاقتصاد غير النفطي على نمو قوي، بما في ذلك مساهمات كبيرة من القطاع العقاري، مع الدعم الحكومي والسياسات المواتية، مثل متطلبات التأشيرة الذهبية المنقحة، التي تعمل الآن على تحسين أهلية المستثمر”.
ويسلط التحليل الضوء على أن سوق العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة لا يزال نابضًا بالحياة مع المعاملات المسجلة وارتفاع الأسعار، على الرغم من عدم اليقين الجيوسياسي.
وفي النصف الأول من العام، ارتفعت أسعار العقارات السكنية في دبي وأبو ظبي بنسبة 18.3 في المائة و8.6 في المائة على التوالي، مما عزز مكانة الإمارات كأكبر سوق للإسكان الفاخر.
وقال المركز إن خفض الحد الأدنى للدفعة الأولى لتأشيرات الذهب إلى مليون درهم (272264 دولاراً) من المتوقع أن يجذب المستثمرين الدوليين ويعزز السوق بشكل أكبر.
وقال التقرير: “لقد أدت المساحات المكتبية في دبي وأبو ظبي إلى زيادة الإيجارات بسبب ارتفاع الطلب، خاصة بالنسبة للعقارات الراقية، مما يعكس اتجاه السوق نحو الجودة”.
وأضاف: “يواصل قطاع الضيافة ازدهاره، مدعومًا بطفرة السياحة وسفر الأعمال، مما يساهم في الأداء القوي لمتوسط الأسعار اليومية للفنادق في المدن الكبرى”.
ويتوقع “المركز” أن يواصل قطاع العقارات في الإمارات مسار نموه في وقت لاحق من العام، على الرغم من أنه سيكون هناك بعض الاعتدال في بعض القطاعات والمناطق مثل أبوظبي.
تعكس مرونة السوق بيئة اقتصادية قوية وتدابير سياسية فعالة، مما يضمن استمرار النمو وجاذبية الاستثمار.
عقارات الكويت
يُظهر القطاع العقاري في الكويت مرونة وإمكانات للنمو، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.4 في المائة، بعد انخفاض بنسبة 2.2 في المائة العام الماضي.
وقال ماركوس: “على الرغم من هذه التحديات الاقتصادية الأوسع نطاقا، تشهد القطاعات غير النفطية، وخاصة العقارات، نموا مدعوما بزيادة متوقعة بنسبة 2 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي”. “إن أنشطة البرنامج المعززة والإصلاحات التجارية المتوقعة هي التي تدفع هذا النمو.”
وسلط التحليل الضوء على النهضة التي يشهدها القطاع العقاري في الكويت. ويتجلى ذلك بشكل خاص في قطاع الاستثماري، أو سوق تأجير المساكن، حيث شهدت أسعار الشقق مكاسب سنوية كبيرة في معظم المناطق، باستثناء منطقة غرب المهبولة.
وارتفعت أسعار الأراضي التجارية في جميع المحافظات، في حين ظلت أسعار إيجارات الشقق المكونة من ثلاث غرف نوم ومساحة 60 مترا مربعا مستقرة مقارنة بنهاية عام 2022، مع بعض الاستثناءات في المهبولة وخيطان بالقرب من مدينة الكويت.
وقال ماركوس: “على الرغم من الانخفاض في الحجم الإجمالي وقيمة المعاملات العقارية، فإن القطاع يستعد لمزيد من النمو – ليعود إلى طبيعته بعد تراجع الطلب بعد الوباء”.
“إن مستقبل سوق العقارات في الكويت يبدو واعداً، في ظل استقرار الاقتصاد الكلي والإصلاحات الاستراتيجية التي تؤدي إلى استمرار التعافي والتوسع”.