كشفت نتائج ميزانية المملكة العربية السعودية للربع الثاني والنصف الأول من العام، والتي أصدرتها وزارة المالية مؤخراً، عن عجز مالي قدره 15.3 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار) و27.7 مليار ريال سعودي، على التوالي.
وعلى الرغم من هذا النقص، فإن نتائج الميزانية تعكس الوضع المالي القوي للمملكة، لا سيما مع إجمالي احتياطيات الحكومة البالغة 393.9 مليار ريال، والحساب الجاري البالغ 101 مليار ريال للأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو 2024.
وقد دعم الموقف المالي القوي للحكومة الإنفاق السخي على الخدمات العامة، بما في ذلك الصحة والتنمية الاجتماعية والتعليم والخدمات البلدية والبنية التحتية والنقل، والذي بلغ 321 مليار ريال في النصف الأول من العام، مقارنة بـ 277 مليار ريال في نفس الفترة. وفي العام الماضي ارتفع بنسبة 16 بالمئة.
وتعزى هذه الزيادة إلى الجهود المتواصلة التي تبذلها الحكومة لتحسين الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين بما يتماشى مع برنامج جودة الحياة الهادف إلى تحسين جودة الحياة للجميع في المملكة.
كما ركزت الحكومة إنفاقها على الإنفاق الرأسمالي، الذي بلغ 99 مليار ريال في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بـ 69 مليار ريال في نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة زيادة قدرها 43 في المائة. ويعود هذا الارتفاع الكبير في النفقات الرأسمالية إلى الدعم المستمر الذي تقدمه الحكومة لمختلف البرامج الاستراتيجية التي تهدف إلى التنويع الاقتصادي بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
وعلى الرغم من العجز في الميزانية في الربعين الأول والثاني من عام 2024، إلا أن الوضع المالي للحكومة لا يزال قوياً للغاية من حيث التدفق النقدي، وهذا يدعم جهودها لتحسين الخدمات العامة وتنويع الاقتصاد بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وبلغ إجمالي الإيرادات 353.6 مليار ريال في الربع الثاني و647 مليار ريال في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بـ 314.8 مليار ريال و595.8 مليار ريال في نفس الفترتين من العام الماضي، بزيادة قدرها 12 في المائة و9 في المائة على التوالي.
وبلغت إيرادات النفط في النصف الأول من عام 2024 394.9 مليار ريال، بزيادة 10 في المائة عن 358 مليار ريال في نفس الفترة من العام الماضي.
وحققت الأنشطة غير النفطية 252 مليار ريال في النصف الأول من عام 2024، مقارنة بـ 237 مليار ريال في نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة زيادة قدرها 6 في المائة.
وبحسب الهيئة العامة للإحصاء، نمت الأنشطة غير النفطية والحكومية بنسبة 4.4 في المائة و3.6 في المائة على التوالي، في الربع الثاني من عام 2024، بينما انكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.4 في المائة مقارنة بالربع الثاني من عام 2023. وفي المقابل، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدل موسميا. 1.4 بالمئة في الربع الثاني من 2024.
والجدير بالذكر أن عائدات النفط تحسنت هذا العام على الرغم من التخفيضات الرسمية الطوعية للنفط في المملكة بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى الاتفاقيات المبرمة ضمن أوبك +.
وبلغ الدين العام بنهاية الربع الثاني من عام 2024، 1,149 مليار ريال، بارتفاع نسبته 9 في المائة مقارنة بـ 1,050 مليار ريال في بداية الفترة. ومعظم هذا الدين – حوالي 60% – هو محلي.
تم تحقيق العجز المالي في الربعين الأول والثاني من عام 2024 من خلال الدين العام بدلاً من احتياطيات الحكومة أو الحساب الجاري.
باختصار، على الرغم من العجز في الميزانية في الربعين الأول والثاني من عام 2024، فإن المركز المالي للحكومة من حيث التدفق النقدي قوي للغاية، وهذا يدعم جهودها لتحسين الخدمات العامة وتنويع الاقتصاد بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
• طلعت زكي حافظ خبير اقتصادي ومحلل مالي. عاشرا: @طلعت حافظ